مررت بضغوط نفسية شديدة أصابتني بنوبات هلع!
2017-01-30 03:55:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة، مررت بضغوط نفسية شديدة من زواج وطلاق، وعانيت لمدة سنة من مشاكل مع أهلي في المنزل أثرت على نفسيتي بشكل كبير، فأصبحت أعاني منذ عدة سنوات من نوبات هلع مرة كل عدة أشهر، فأشعر فجأة بالاختناق، وأنني على وشك الموت، فتزداد نبضات قلبي، وأشعر بألم وتقلصات في صدري، وتزداد سرعة التنفس عندي، وتستمر الحالة لعدة دقائق، تم تخف تدريجيا.
لكن منذ عدة أشهر توفي أحد أقاربي بصدمة عنيفة، وكان في الخمسين من العمر، مما زاد الوساوس عندي، وأصبحت أشعر بالهلع، والاختناق، وضيق التنفس.
في أحد الأيام ذهبت لطبيب الطوارىء، وبعد الكشف على الضغط ونبضات القلب، كانت النتائج سليمة، وأخذت جلسة أكسجين دون موسع للشعب، ويومها خفت الأعراض كثيرا، ولكنها عادت مرة اخرى، حتى أصبح الوضع لا يطاق، حتى أصبحت فكرة الموت والاختناق تطاردني طوال اليوم، وكثيرا ما أستيقظ من النوم مرهقة لا أستطيع التنفس كأنني سوف أموت، رغم أن التنفس يكون بشكل طبيعي.
ذهبت لطبيب الباطنية، وبعد الكشف أخبرني باحتمال وجود التهاب في الأمعاء والمعدة، وذلك لوجود دم في تحليل البول، كما أن لدي عادات عصبية تلازمني منذ عمر 12 سنة، حيث إنني أرمش كثيرا، وأغمض عيني بقوة، وأرفع بصري كثيراً لأعلى، وأنزله لأسفل، وأضغط على نفسي عند التنفس عند الشهيق والزفير، وأشعر بأنني أضغط على القلب والرئة والصدر من الداخل، رغم أنني أحاول السيطرة على نفسي، والتنفس بهدوء، لكنني لا أستطيع.
كذلك أحاول التقليل من الحركات العصبية التي أقوم بها، دون جدوى، وكثيرا ما يسألني الناس إن كنت أعاني من مشكلة في عيني بسبب إغلاقي المستمر لها، كما أصاب بالاكتئاب الشديد كثيرا، فأصبح عصبية، ومتقلبة المزاج، وسريعة التأثر والغضب، وأبكي كثيرا، وأشعر بأن العالم أسود، وأن حياتي بلا معنى، وأفكر كثيرا بالموت والقبر، والحساب والعذاب، رغم أنني أتجنب المعاصي، وأكثر من الذكر والدعاء، ولكنني لا أستطيع تجاوز هذه الحالة، فكيف يمكنكم مساعدتي؟
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
النوبات المفاجئة من اختناق، والشعور كأنك على حافة الموت، والتقلصات وسرعة التنفُّس، وتسارع ضربات القلب، دليل على أنك قد مررت بنوبة فزع أو هرع، وبعد ذلك حصلت وفاة أحد الأقرباء –كما تفضَّلتِ– نسأل الله له الرحمة، وهذه أدخلتك في شيء من قلق المخاوف، وبما أن نوبات الهرع والفزع يتمركز الخوف فيها حول الموت، حين حدثتْ وفاة هذا الشخص –رحمه الله– زادت من الأعراض لديك وجعلتها تكون أكثر عُمقًا واستحواذًا وسيطرة، وهذه ظاهرة معروفة جدًّا.
شعورك بالاكتئاب لا أراه اكتئابًا شديدًا، إنما هو نوع من الاكتئاب الثانوي البسيط، لكن علَّتك الرئيسية هي قلق المخاوف، وهذا –أيتها الفاضلة الكريمة– يُعالج من خلال العلاج الدوائي، والعلاج السلوكي، والعلاج الإسلامي، والعلاج الاجتماعي.
بالنسبة للعلاج الإسلامي؛ هو علاج معروف، وهو الالتزام بالدين، الحرص على الصلوات، الحرص على الأذكار، وتلاوة القرآن وتدارسه، والدعاء، والتمسك بمكارم الأخلاق، وبر الوالدين، هذا كله يُمثِّلُ دفعًا قويًّا، ويجب على الإنسان أن يجتهد في تطبيقها مهما كانت مشاعره.
العلاج الاجتماعي هو: حسن التواصل الاجتماعي، يعني في حالتك مثلاً يمكن أن تنضمي لأحد مراكز تحفيظ القرآن، هذا نوع من التواصل الاجتماعي الممتاز، تواصل تأهيلي يجعلك تلتقين بالدَّارسات وبالدَّاعيات وبالمحفِّظات، وفي ذات الوقت تحفظين شيئًا من القرآن الكريم وتتدارسينه، وهذا فيه خير كثيرً.
نوع آخر من التواصل الاجتماعي: أن تكوني إنسانة فاعلة داخل الأسرة، تتواصلي مع بعض صديقاتك من الزمن السابق، تكوني إنسانة حريصة على زيارة المرضى، تلبية الدعوات (الأفراح وخلافها) تقديم العزاء لمن تعرفين، وهكذا، هذا تواصل اجتماعي مهم جدًّا وضروري، وكذا القراءة، الاطلاع، هذه كلها مفيدة ومفيدة جدًّا.
أما من ناحية السلوكية فالإنسان دائمًا يسعى لأن يجعل فكره فكرًا إيجابيًا مهما كان مُحاصرًا بالمشاكل وبالصعوبات والسلبيات؛ فالفكر الإيجابي يؤدي إلى مشاعر إيجابية، ويؤدي إلى أفعال وإنجازات إيجابية، وهذا يعود بالنفع على النفس.
عليك أيضًا أن تتجاهلي الأعراض السابقة بقدر المستطاع، ولا تحتقني نفسيًا، وعبِّري عن مشاعرك، لأن السكوت عمَّا لا يُرضي –خاصة للأشياء الصغيرة– يؤدي إلى تراكمات نفسية سلبية، فالتفريغ النفسي دائمًا نحن ننصح به، وأسأل الله تعالى أن يُصلح أمرك من الناحية الاجتماعية، وأن يُعوّضك بزواجٍ أفضل، وأراك محتاجة جدًّا لعلاج دوائي، عقار (سبرالكس) سيكون هو الدواء الأفضل والأنسب في حالتك، وسوف يُقدِّم لك الكثير من النفع، فأرجو أن تتواصلي مع طبيب نفسي، أو طبيبة الرعاية الصحية الأولية من أجل وصف هذا الدواء، أو أي دواء يرونه مناسبًا، والتواصل مع الطبيب سيكون مفيدًا للمزيد من الإرشاد والنصائح.
بارك الله فيك وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.