أعاني من الانتقال من خوف إلى خوف جديد رغم أني اجتماعي

2017-02-02 03:54:43 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا بعمر 17 عاماً، كنت أعاني من الموت والمرض، ولا أعرف لماذا!! لأن هذا مخالف لطريقة تفكيري! أنا أشرب كثيراً من الشاي والقهوة، وأنام نهاراً، وهذا أدى إلى إصابتي بالإجهاد، وبعد فترة تغلبت على هذا الخوف والإجهاد، فعدت للسهر وشرب القهوة.

أمس تخيلت أني أقتل شخصاً، وهذا جعلني أشعر بحزن شديد وخوف، وخفت أن تتحول تخيلاتي إلى حقيقة، مع أني أحافظ على صلاتي، وأهلي يحبونني، ولي أصدقاء كثر، ولا أقدر على قتل حشرة، ولا أعرف ماذا حدث لي؟ لا أعرف، تعبت من الانتقال من خوف إلى خوف جديد!

أعلم أني لن أستسلم لهذه التخيلات بسهولة، فأنا لست غبياً، أنا شخص ذكي إلى حد ما، وجيد جداً في المواد العلمية؛ لكن أحتاج إلى مساعدة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

في بداية رسالتك أظنُّ أنك تقصد: كنت تعاني من الخوف من الموت والمرض، وأنا تدارستُ رسالتك وأقول لك: كل الذي تحتاجه هو أن تُنظِّم حياتك، تُنظِّم نمطها، طريقة نومك، وحُسن إدارة وقتك، هذا هو المطلوب منك في بداية الأمر كأمرٍ حتمي ومهمّ.

التغيرات والمخاوف وشيء من الوسوسة الذي تعاني منه مرتبط بمرحلتك العمرية، كثير من الشباب واليافعين من هم في عمرك تأتيهم هذه الأفكار، وهي بالفعل أفكار مخيفة بعض الشيء، لكنّها سوف تختفي إن شاء الله تعالى، لا تتفاعل معها أبدًا، حقِّرْها، أغلق الباب أمامها، لا تناقشها، ونظِّم حياتك.

لا بد من أن تنام ليلاً مبكرًا، النوم الليلي المبكر نومٌ صحي، يؤدي إلى ترميم الدماغ، يؤدي إلى تحسين التواصل بين الخلايا العصبية، وأنتَ في مرحلة نمو محتاج لهذا، وكل الهرمونات والأنزيمات والمواد العصبية السليمة تُفرز في أثناء الليل، وهذه حكمة عظيمة، ومن أجل ذلك أيضًا جُعل الليل لباسًا.

لا بد أيضًا من أن تُخفف من تناول الشاي والقهوة؛ لأن الكافيين يؤدي إلى إثارة واستثارة كثيرًا ما تؤدي إلى القلق وإلى التوتر، كن وسيطًا في تناولك لهذه المكونات.

لا بد أن يكون توجُّهك نحو دراستك، الوظيفة ذكرتَ أنك لا تعمل، أتمنى أنك لا زلت في مرفق دراسي، احرص على الدراسة، وإن فاتتك فرصة فابحث عن أخرى، تصور نفسك بعد عشر سنوات من الآن أين أنت؟ ما هو موقعك؟ ما هي وظيفتك؟ مَن هي الزوجة التي تحرص على الارتباط بها؟ أبناءك كيف تُنشئهم وكيف تعتني بهم؟ هذا يجب أن تطرحه على نفسك وتضعه أمام ناظريك كوسائل تُدعِّم طاقاتك النفسية وتُحسِّن لديك إرادة البحث عمَّا هو أحسن.

عليك بالصدقات والصحبة والرفقة الطيبة النقية مع الصالحين من الشباب، الرياضة مهمّة لك جدًّا، تُزيل الخوف، وتقوّي النفوس قبل أن تقوّي الأجسام، واحرص على الصلاة في وقتها، هذا مهمٌّ جدًّا، وأنتَ ذكرتَ أنك محافظًا عليها، وهذا أسعدني كثيرًا، احرص على الصلاة مع الجماعة، واقتني العلم، العلم هو سلاح المؤمن في كل حين.

لا بد أن تكون بارًّا بالديك وتحرص على الإحسان إليهما، وتكون مشاركًا في شأن أسرتك، وتشارك كعضوٍ فيها بإيجابية.

أعتقد بهذه الكيفية تكون قد أعدتَّ ترتيب حياتك وجدول أفضلياتك وأولوياتك، وهذا يؤدي إلى ذهاب الخوف والوسوسة، لأنك سوف تستغل أوقاتك بصورة صحيحة.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

www.islamweb.net