أصبحت أشعر أن حياتي بلا معنى بسبب افتقاد الكثير من الأشياء!

2017-02-06 01:34:41 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.

لا شك مشكلتي نفسية، لأني أثناء دراستي قبل الزواج كنت أهتم بعلم النفس، وأحد أسباب مشكلتي النفسية هو مشاكل والدي منذ الصغر للآن، أعاني من قلق وخوف وغربة معهما، ولا أشعر بالسعادة، فقبل زواجي -مرحلة الثانوية- كان اهتمامهما بي قليلا، وبعد الزواج وبسبب عدم الإنجاب كان هناك انتقاد منهما.

بعد مرور ثلاث سنوات أصبت بضيق تنفس شديد، ولم أستطع الكلام، شعرت أن فكّي اتجها لجهة واحدة بعدما تشنّج من جهة القلب، لكنه عاد لطبيعته قبل وصولي للمستشفى، وأعطوني حبوبا لضربات القلب، وكانت النتيجة سليمة، وتم تشخيص الحالة أنها نفسية.

بدأت أفكر بالإنجاب مجددا، وعالجت هرمون الحليب، وأخبرتني الطبيبة بإمكانية الحمل في الشهر القادم، وكان على زوجي أن يفحص، لكنه رفض.

لم أنجب للآن، ولم أكمل دراستي الثانوية، وليس لدي صديقات أتحدث معهن، ولا أزور جيرانا لديهم أطفال رغم حبي لهم؛ لأن حديثنا يكون مختلفا، وأنا أريد التحدث براحة، مثلا أخشى تجنب الحديث عن الإنجاب لأني لم أجربه، أو الحديث في أي أمر يصل إلى زوجي، فأفضل الصمت.

أشعر بالوحدة مع مرور السنوات، فأنا أجهل ما يدور حولي، ولم أنجز شيئا في حياتي، لم أكمل دراستي رغم تفوقي، ولم أنجب رغم أني سليمة، ولا أخرج لمكان أتعلم فيه شيئا يفيدني، وزوجي لا يحب الخروج ولا السفر.

أشعر باختناق وبكاء، وصرت أخاف من المرض والموت، فأصبت بضيق التنفس، وذهبت إلى الطوارئ، وفرحت عندما رأيت والديّ معا، فوجودهما معا لا يحدث يوميا، وتبين أن القلب سليم، ولكني أعاني من نقص الفيتامينات، وسأل الطبيب إن كنت أعاني من حالة نفسية، وودت أن أقول إنهما السبب لقلة اهتمامهما بي.

بعد أيام تعبت، وتبين وجود أملاح بسيطة، وكنت أشعر بآلام في البطن، وصرت حمقاء في حديثي، وأتصرف كالأطفال، وألاحظ تعجب الناس مما أفعل وأقول، وصار من حولي يضحك مني، فبدأت أكره نفسي، وأخاف من الحوار، وصرت كثيرة النسيان، وقليلة التركيز.

أريد تشخيص حالتي والعلاج والأسباب، وشاكرة لكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الجوهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

اطلعتُ على رسالتك، ولا أعتقد أن لديك مرضا نفسيا حقيقيا، هنالك بعض الظواهر هنا وهناك، وتشخيصك أنك تعانين من درجة بسيطة من قلق المخاوف، وفي ذات الوقت شخصيتك ذات طابع حسَّاس، ولديك ميول نحو الوسوسة، لا تعتقدي أن هذه تشخيصات متعددة، لا، كلها تأتي تحت القلق النفسي وليس أكثر من ذلك، هذا من ناحية التشخيص.

قطعًا موضوع الإنجاب شاغل، هذا لا يمكن التغاضي عنه أو تجاوزه، وأنا أتمنى أن يذهب زوجك الكريم معك لعيادة العقم، الآن الطب تقدَّم جدًّا في هذا المجال، فبشيء من الكياسة والتودُّد لزوجك تحدَّثي معه حول هذا الموضوع، وذهابه وفحصه وذهابك وفحصك أراه ضروريًا جدًّا، وأنت لا بد أن تكوني في حالة راحة واسترخاء نفسي، لأن ذلك يُساعد على الحمل، إذا لم تكن هنالك مشكلة، ليست لديك مشكلة وليس لدى زوجك مشكلة فيما يتعلق بالإنجاب، الراحة النفسية سوف تساعدك كثيرًا.

لا تأسي على أي شيءٍ ضاع منك، بالنسبة للتعليم: لديك الآن فرصة مُجددة لأن تبحثي عن أي مُدخلاتٍ للتعليم، التعليم الآن تعدَّد -الحمد لله تعالى-، هنالك التعليم النظامي، هنالك التعليم الليلي، هنالك التعليم عن طريق الكورسات، هذا كله متاح، ودراسة العلوم الشرعية، والذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن، هذا كله مكسب علمي كبير يدفعك للنضوج النفسي والوجداني، ولتطوير شخصيتك، والخروج من قوقعة القلق والخوف والتردد والاكتئاب.

فإذًا تغيير نمط حياتك مهمٌّ جدًّا، وعليك أيضًا بأن تُحسني إدارة الوقت، الذين يُحسنون إدارة وقتهم حقيقةً هم الذين ينجحون في الحياة، مَن يُدير وقته يُدير حياته، أنت قطعًا صغيرة في السِّنِّ، و-إن شاء الله تعالى- أمامك مستقبل واعد وممتاز، فاسعي لتطوير نفسك.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وهنالك الأمور المتعلقة بتنظيم التغذية، الاعتماد على النوم الليلي، أن تكون لك بعض الهوايات، أن تمارسي أي رياضة تناسب المرأة المسلمة، هذا كله مُكمِّلٌ للصحة، والصحة النفسية المكتملة لا تعني عدم وجود أعراض، لا، تعني أن الإنسان يكون متكيِّفًا وجدانيًا واجتماعيًا ونفسيًا، وأن يكون مفيدًا لنفسه ولغيره.

انطلقي من هذه المبادئ الأساسية للصحة النفسية، و-إن شاء الله تعالى- يتحقق لك كل ما تُريدين.

بالنسبة للأسباب: ليس من الضروري أن تكون هنالك أسباب، ربما تكون شخصيتك حسَّاسة مثلاً، وهذا سبب كاف جدًّا، وعدم الإنجاب أيضًا يُسبب قلقا ويُسبب نوعًا من الضغط النفسي، وهذا قد يكون أيضًا أحد الأسباب المهمّة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net