ما أسباب فشل الدماغ وعدم التحمل الفيزيائي للدماغ؟
2017-02-16 04:50:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب، أعاني من الاكتئاب المستمر، بعد سنين طويلة من الوسواس القهري، وبعد حالتي هوس، زرت الطبيب، وشخص الحالة أنها اضطراب ثنائي القطب، وبعد العلاج بالجلسات الكهربائية تحسنت تدريجياً، ووصف لي الطبيب عدة أدوية أهمها السيركويل، استمريت عليه لمدة عامين، وتوقفت عنه باستشارة الطبيب، وكانت طريقة السحب، هو تناول الدواء يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم التوقف تماما، عندها بدأت المشكلة وهي ليست هوسا ولا اكتئابا، ولكن بعد التوقف عن الدواء أصبت بصداع مستمر، وفقدت التركيز، ولا أستطيع ترتيب الأفكار البسيطة، وأشعر بتعب الدماغ.
وأقرب وصف لذلك هو فشل العضلة بعد القيام بمجهود فوق طاقتها، ولكن هذا الفشل الذي أصاب الدماغ يحدث بدون التعرض إلى تركيز كبير أو ضغط كبير، بل يحدث بأدنى تركيز وأدنى ضغط، وبعد أسبوعين أو ثلاثة لم أستطع التحمل، فزرت طبيبا آخر، وكان له التشخيص ذاته بعد عمل تخطيط كهربائي.
لكن الطبيب لم يتعرف على سبب الفشل الدماغي الذي أعاني منه، ولم يهتم بحالتي، وأعطاني عدة أدوية أهمها: الأولازبين (الآخران سيبراليكس ولاميكتال)، وبعد يوم أو يومين زالت حالة الفشل وعدم التحمل، وبعد سنة توقفت عن تناول الدواء بعلم الطبيب، وكانت طريقة السحب هو تناول الأولازبين لمدة شهر، ثم التوقف عنه وتناول اللاميكتال لمدة شهرين، ثم التوقف عنه، وبعد شهر أي بعد التوقف عن الأولازبين، رجعت حالة الفشل وعدم التحمل، واستمريت عدة أيام، وزرت طبيبا ثالثا، فأعاد لي وصفة الطبيب الثاني ذاتها، وبعد يوم أو يومين زالت الحالة، وتوقفت عن الأولازبين بعد عدة أشهر، دون التوقف عن السيبراليكس واللاميكتال، واستمريت على تناولهما بدون الأولازبين، وهذا سبب لي هوس شديد بعد عدة أسابيع.
حسب ما فهمت أن السيبراليكس وحده في حالتي يسبب الهوس، مع الملاحظة أن مع بداية الهوس ذهبت حالة الفشل وعدم التحمل تدريجياً، ومع مرور الأيام وصلت حالة الهوس لدرجة استدعت جلسات كهربائية وعلاجا مكثفا.
سؤالي: ليس عن المرض الأساسي الاضطراب ثنائي القطب، ولكن سؤالي هو: ما سبب حالة الفشل وعدم التحمل الفيزيائية للدماغ، وليست الحالة النفسية التي عانيت منها بعد ترك السيركويل في المرة الأولى، وبعد ترك الأولازبين في المرة الثانية.
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك -أخي الكريم- على التواصل مع إسلام ويب، وأول نصيحة أُسديها لك -أخي الكريم- هي ضرورة المتابعة مع طبيبك، الطب النفسي علم كلامي وعلم سلوكي، وعلى ضوء ذلك بناء علاقة علاجية رصينة ما بين الطبيب والمريض تُعتبر أمرًا مهمًّا وأساسيًا، يؤدي -إن شاء الله تعالى- إلى التعافي وإلى الشفاء، فيا -أخي الكريم-: احرص أن تكون مع طبيبك.
النقطة التي سببت لك انشغالا كبيرا هو ما أسميته (فشل الدماغ، وعدم التحمّل الفيزيائي للدماغ): يُعرف أنه بالفعل أن بعض الحالات النفسية تؤدي إلى إجهاد نفسي، وهذا الإجهاد أو الفشل ناتج من اضطراب كيمياء الدماغ، خاصة المواد التي تُعرف باسم (دوبامين)، و (نورأدرينالين) و (سيرتونين)، هذه موصِّلات عصبية أساسية قد تضطرب في أثناء الحالات النفسية الكبيرة مثل الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، أو مرض الفصام مثلاً، وأنت حتمًا لا تعاني منهما -إن شاء الله تعالى- ولذا ينصح علماء النفس والأطباء النفسيون بضرورة أن ينتظم الإنسان على الدواء، لأن الانتظام على الدواء يؤدي إلى حالة من التوازن البيولوجي الكيميائي، الذي يُساعد النفس والجسد، -فيا أخي الكريم-: احرص على هذا حفظك الله.
في بعض الأحيان قد نتكاسل وتكون أنشطتنا الجسدية قليلة، لذا دائمًا ننصح بممارسة الرياضة، لأن الرياضة تُحسِّنُ كثيرًا من أداء الدماغ وأداء الجسد، هذا أيضًا جانبًا أودُّ أن أنصحك به، والحرص على النوم الليلي مهم، لأن النوم الليلي المبكر يؤدي إلى ترميم خلايا الدماغ، يؤدي إلى تحسَّن التواصل ما بين الخلايا والأنسجة الدماغية المختلفة.
ومن الضروري -أخي الكريم- أن تحرص على القراءة، على الاطلاع، الجلسات النقاشية الجيدة والهادئة، هذا كله يعطي الدماغ الحافز لأن يكون ناجحًا وقويًّا وليس فاشلاً، ولا أعتقد أن الأمر له علاقة بترك السيروكويل أو الأولانزبين.
بارك الله فيك وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.