كيفية إدارة الحياة الزوجية عند وجود الكثير من الاختلافات بين الزوجين؟

2005-02-03 02:58:54 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

أنا متزوجة منذ أربع سنوات، ومشكلتي هي كثرة الخلافات مع زوجي واستمراريتها، فلا تكاد تهدأ مشكلة حتى تأتي الأخرى، بالإضافة إلى الاختلاف الكلي في الطباع والميول والتفكير، وعدم التفاهم، لا أشعر مع زوجي بالسعادة والاستقرار، ودائماً يجرح مشاعري بتصرفاته وكلامه دون مبالاة بمشاعري، مع أني شديدة الحساسية، ومع ادعائه لحبه لي.


ما عدت أحتمل تصرفاته، وقد عزمت على فراقه، ولكنه لن يطلقني بسهولة، وأنا خائفة من عواقب الطلاق وآثاره النفسية، لا أدري ما الحل؟ وما هو التصرف المناسب؟ أرجوكم دلوني، ولا تقولوا لي: ابحثوا عمن يتدخل من أهلك أو أهله للإصلاح بينكما؛ لأن المشكلة ليست مشكلة واحدة أو اثنتين، بل اختلاف كلي في كل شيء، أيضاً ليس هناك أحد من أهلي أو أهله لديه المقدرة على الإصلاح، وتقريب وجهات النظر، وإيجاد التفاهم.

والحمد لله أنه لا يوجد أطفال، وإلا لعانوا كثيراً، وعانيت أيضاً، أريد حلاً عاجلاً أرجوكم ساعدوني.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريحان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أسأل الله لي ولكم الهداية إلى طريق الحق، وأن يوفقنا جميعاً لما فيه الخير والرضا.

اطلعت على استشارتك، ونشكرك على حسن الثقة، ونرجو أن يكون لنا ما يُسهم في حل هذه المشكلة.

شكوتِ من كثرة المشاكل، ولخصت سببها في اختلاف الطباع بينكما وعدم التفاهم.

الأخت الكريمة: الكثير منا يجهل الأسس والضوابط التي تقوم عليها الحياة الزوجية، وينظر إليها كمثل أي شركة بين شخصين يمكن فضها في أي وقت، وهذا خطأ، فعلاقة الزواج وعقده له خصائصه وله أسسه التي يقوم عليها؛ لأنه عقد أبدي يفترض فيه أن يكون مدى الحياة، ولا نسترسل طويلاً، فالأساس الأول الذي يقوم عليه هذا العقد هو الصبر والاحتمال من كل الزوجين للآخر، وذلك لاختلاف الناس في مزاجهم وطباعهم وأخلاقهم وسلوكهم وحلمهم وغضبهم .. إلخ هذه الصفات، وهذه حكمة إلهية أن الناس تختلف في هذه الصفات وفي غيرها، فيختلف الابن عن الأب فيها، والأخ عن أخيه، والزوجة عن زوجها، في حين أن الله قد جعل من سنة الحياة أن يعيش الناس سوياً، فيعيش الابن مع أبيه رغم اختلاف طباعهم، والزوجة مع زوجها، والأخ مع أخيه، ويأتي السؤال: كيف يمكن العيش سوياً رغم اختلاف الطباع؟ الإجابة بالصبر والاحتمال، وهو صبرٌ لحين وليس للأبد.

ولهذا –أختي- جُعل الصبر نصف الإيمان، وجعل الله تعالى جزاء الصابرين من غير عد ولا كيل، مع أن كل الأعمال الصالحات يُجازى صاحبها بحسناتٍ معدودة.

وإذا كان الصبر لازماً في الحياة عامة، فهو في الحياة الزوجية أكثر لزوماً؛ لأنها إن خلت من الصبر لن تستمر، لهذا أوصيك أيتها الأخت المباركة بهذا البرنامج لمدة شهر مثلاً:

1- عودي نفسك على الصبر والاحتمال معه خلال هذه الفترة.

2- اعكسي له أخلاق الإسلام من العفو والصفح وبشاشة الوجه.

3- أحسني إليه مع إساءته إليك.

4- قومي بخدمته كاملاً من غير ضجر ولا تذمر، وأظهري له سرورك عندما يعمل عملاً حسناً أو يقول حسناً.

وبعد شهر انظري ما هي النتائج، وستجدينه إن شاء الله قد تحوّل تماماً، وستعيشان في هناءٍ وسعادة بإذن الله.

والله ولي الهداية والتوفيق.

www.islamweb.net