أعاني من القلق وفقدان الثقة بالنفس وحب الانعزال، وأريد حلا

2017-02-21 00:59:18 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا طالبة دكتوراه، أعاني من كثرة التفكير والقلق، وصعوبة في الاستيقاظ صباحا، والنهوض لمواجهة الحياة، وأقسو على نفسي كثيرا وأحاسبها على مواقف قديمة مهما كانت بساطتها.

بعض الأحيان أعاني من خفقان بالقلب من كثرة التفكير، وقد زرت عيادة قلب مسبقا والتخطيط كان سليما.

لدي حبوب انديرال 10 ملغم Inderal أستخدمها للخفقان، ولكني أعلم أن المشكلة الرئيسية تكمن في حالتي النفسية.

أعيش في بلاد الغربة لظروف دراستي، وأكتم تفكيري ومخاوفي عن أهلي كي لا أسبب لهم القلق.

فقدت الثقة بنفسي، وأتوتر عندما أضطر إلى الحديث أو التواصل مع الناس، وأصبحت أخلو بنفسي أكثر وأتجنب الحديث معهم.

إذا كان لدي عرض (برزنتيشن) أحاول قدر الإمكان محاولة إلغائه، وإذا لم أستطع يصيبني القلق قبل عدة أسابيع من موعد (البرزنتيشن)، ونومي يصبح قلقا جدا.

الحمد لله أنا مواظبة على الصلاة والذكر وقراءة سورة البقرة شبه يوميا، وقد كنت إنسانة ناجحة وواثقة وقوية، ولكن صعوبات الدراسة والغربة أهلكتني.

أرجو مساعدتي، فحالتي تعيق مسيرتي الدراسية وحياتي الاجتماعية.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Shikah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تعانين من أعراض نفسية معظمها هو التوتر والقلق، وبعضها أعراض اكتئاب واضح أنها ناتجة من الظروف المحيطة بها، ولديك أكثر من ظرف يسبب مثل هذه الأعراض، أولها الغربة، فاغتراب الشخص من بلاده إلى بلد آخر يكون مدعاة لأن تحصل له توترات وقلق حتى يتأقلم على البلد الجديد، ويكون بعيداً من أهله وليس له أصدقاء وأقارب يدعمونه.

وقد تكون هناك صعوبات في اللغة، التعامل مع الناس، ومعرفة عاداتهم وطبعهم، وقد تكون هناك مشاكل في السكن كل هذه تسبب ضغوطا للشخص.

وأيضاً أنت متزوجة، ولا أدري هل عندك أطفال أم لا؟ وهل زوجك معك أم لا؟ كل هذا أيضاً يسبب الضغوط، والدراسة في حد ذاتها أيضاً تسبب ضغطا، وبالذات الدراسات فوق الجامعية؛ لأنها أحياناً قد تطلب مجهودات كثيرة، وبالذات إذا كانت مصاحبة ببحوث وعمل ميداني فكل هذه الأشياء -يا أختي الكريمة- تؤدي إلى ما تشعرين به.

والآن طبعاً غير نقطة الدراسة الرهاب الاجتماعي أيضاً لأنه يعيقك في دراستك أيضاً، لأن الدراسة أحياناً قد تتطلب تقديم أشياء أمام جمع من الناس، ولذلك لا أدري إذا كان في إمكانك مقابلة طبيب نفسي أم لا، أو الحصول على أدوية تساعدك في المرور أو تجاوز هذه المرحلة.

وأفضل علاج لك هو ما يعرف بمشتقات الأس أس ار أيز التي تزيد مادة السيرتونين في دماغ الإنسان وتؤدي إلى تخفيف معظم هذه الأعراض التي ذكرتها، ودواء السبرالكس أو ما يعرف بالاستالبرام 10 مليجرام قد يكون أنسب دواء لك في حالتك، ابدئي بنصف حبة بعد الأكل لمدة أسبوع ثم بعد ذلك خذي حبة كاملة واستمري فيها لفترة لا تقل عن 6 أشهر، وإن شاء الله تعالى تساعدك على زوال هذه الأعراض، والانتظام في الدراسة حتى ترجعي إلى بلدك سالمة، لأنك لا تتمتعين الآن بأي دعم نفسي.

وأنا أرى وأتفهم لماذا لا ترغبين في التحدث مع أهلك؟ لكي لا تزيدي همهم، وقد يطلبوا منك الرجوع إلى البلد وترك الدراسة، وهذا ما لا ترغبين فيه أنت، فخذي هذا العلاج، وبإذن الله تتحسن الأمور، وتستطيعين إكمال دراستك حتى تعودي إلى بلدك سالمة.

وفقك الله وسدد خطاك.

www.islamweb.net