أصاب بنوبة من الإغماء بسبب التفكير في الإصابات المختلفة، فكيف أتخلص من ذلك؟
2017-02-23 03:59:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب، مشكلتي بدأت قبل 6 أشهر في المدرسة، خاصة في حصة الأحياء، حيث كان المعلم يتحدث عن الدم والدورة الدموية في الإنسان، وأنا بمجرد النظر للدم أشعر بدوار وأفقد الوعي، وقد سرحت وفكرت في حوادث ومناظر لإصابات بشعة مثل: رأس مقطوع يسيل منه الدم، مما تسبب لي في الإغماء أثناء التفكير في ذلك.
بعد تلك الحادثة أصبت بحالة مرعبة، وأصبحت أخاف التفكير في الحوادث حتى لا يغمى علي، وهذه النوبة مرعبة جدا، حيث تتسارع بعدها دقات قلبي، وأشعر بضيق في التنفس، وألم في البطن، وغثيان وتشوش في الرؤية، وبعد النوبة أشعر بتعب شديد، وأصبحت أتحسس من الأضواء والأصوات، كما أشعر بأن سمعي أقوى من الشخص العادي عشرات الأضعاف، وأخاف من أصوات معينة تسبب لي النوبة، وأخاف أن يغمى علي، ويظل الصوت يقرع رأسي قرعا، مما يجعلني أقفل أذني.
بحثت في الإنترنت، فوجدت نوبة تسمى نوبة الهلع، ولكن المصابين بها يخافون من الموت وليس الإغماء، وأعراضهم مثل أعراضي بالضبط، فأصبحت حساسا وعصبيا، وأشعر بأنني في حلم، أو في ضياع، وأنني سوف أبقى هكذا طول عمري، وأن حالتي ليس لها علاج، فكرهت مدرستي كثيرا لأن النوبة كانت تأتيني هناك، وتأتيني في الأماكن العامة مثل المدرسة، والأسواق، أما في المنزل لا تأتيني، مما يجعلني أرتاح في المنزل.
أشعر بأنني شفيت من تلك النوبة، ولكن عندما أخرج أمام الناس تفاجئني النوبة، فأحزن وأنهار عندما أفكر بالإصابات، وأصبحت أفكر بإصابات جديدة مثل: قطع الأذن بالمقص، فكيف أتخلص من هذة الافكار؟
أعرف مدى سخافتها، ولكنني أشعر بأن أحدا يجبرني على التفكير فيها، فقد استحوذت علي بشكل فضيع، وحاولت أن أنساها ولم أستطع، كما أنني أعاني من هوس نتف الشعر منذ سنة تقريبا، فهل في ذلك علاقة بحالتي؟
أفيدوني مع الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والشفاء، أنت اكتسبت نوعاً من الخوف لما سمعته من معلومات أفاد بها المعلم، ومجرد تفكيرك في الحوادث والدم تأصل لديك الخوف، وهذا الخوف مكتسب، ومن الواضح أن لديك وساوس، عصاب نتف الشعر يعرف عنه أنه جزء من الوسواس القهري، فإذاً أنت لديك حالة نسميها بقلق المخاوف الوسواسي، وهذه الحالات -أيها الفاضل الكريم- تعالج من خلال أن تتجاهل الأفكار أن تحقرها، ولا تناقشها، ولا تعطيها أي نوع من الاهتمام، هذه وسيلة من وسائل التخلص الأساسية، ويجب أن تشغل نفسك بما هو مفيد، وأن تعطي للرياضة حيزاً في حياتك، كذلك التمارين الاسترخائية، بمعنى آخر لا بد أن تكون لديك أنشطة جسدية واسترخائية، ولا بد أن لا تترك أي مجال للفراغ الذهني، أو الفراغ الزمني، لأن هذا يجلب الوسوسة.
والأمر الآخر: أنت محتاج لعلاج دوائي، عمرك 17 عاما، لكن الدواء سوف يفيدك، ولذا أدعوك أن تذهب إلى الطبيب النفسي، فأنت تحتاج إلى جلسة أو جلستين، وليس أكثر من ذلك، والدواء الأنسب في حالتك هو الفافرين، أو يسمى فلوفكسمين، لكن لا تتناول الدواء لوحدك أبداً، ومن المهم جداً أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، هذه الحالات غالباً تكون عرضية في مثل حالتك هذه، لكن يفضل أن تذهب إلى الطبيب، لأن هنالك وسوسة وخوف وقلق، ولا أريدها أن تتكالب عليك كلها، وتؤدي إلى شيء من الاكتئاب، أو عدم القدرة على الإنتاجية والتركيز على دراستك، لكنها سوف تعالج.
بالنسبة لموضوع الخوف من الدم، أرجو أن تعالجه، وعلاجه سهل، فأريدك أن تقرأ عن الدم، ما هي مكوناته، من أي شيء يصنع أو يفرز الدم، وكيف يحمل الدم الأكسجين حكمة عظيمة جداً، الدم شيء رائع يدل على عظمة الخالق، والإنسان إذا فهم الشيء لن يخاف منه، فأرجو أن تقرأ عنه، وعن الكرات الحمراء والبيضاء، والصفائح الدموية، والبلازما، وكل مكوناته، فاقرأ عنها وسوف تحس بشيء من القرب لدى موضوع الدم، واعرف أن الدم هو حامل الأكسجين، وهو الذي يحفظ الحياة من الناحية الفسيولوجية والجسدية، فاقرأ وافهم عنه، ثم اذهب بعد ذلك للمستشفيات لزيارة المرضى، وسوف تجد من يعطى الدم، ويا حبذا لو ذهبت إلى بنك الدم وقرأت عن عظمة التبرع بالدم، فهذا نوع من التقريب الذي يؤدي إلى تنفير الخوف، وأعتقد أن هذه الصورة والطريقة علمية جداً وممتازة، ويمكن من خلالها أن تعالج نفسك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.