موقف المسلمة وزوجها وإخوته من أمهم الكافرة العاشقة لكافر
2005-02-07 02:47:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
أولاد حماتي بدءوا يضيقون ذرعاً من تصرفات حماتي المراهقة ومواقفها الطفولية والأنانية في نفس الوقت، بفضل الله والدعاء أنا أكثر احتمالاً لها من أولادها أنفسهم، ولكن ما يؤلم القلب أننا بفضل الله -أقصد: أنا وزوجي وإخوته- من الله علينا بالإسلام، وحاولنا أن نضمها معنا، ولكنها ترفض كل الرفض، بل وتكره الإسلام كرهاً شديداً! فهي تنتمي إلى طائفة تعبد رجلا، وتمارس عبادتها له، مع محاولاتنا المستميتة بإقناعها أنها ليست على صواب، وبالطبع فإن بعدها عن الله انعكس على تفكيرها في الحياة، فهي الآن عاشقة لرجل، وقد أخبرت أولادها.
ومضت فترة كان يومياً يرن لها الهاتف وبعلم أولادها قاصداً مغازلتها، وهي تضحك غير آبهة بشعورهم، وقد جعلت أولادها يستدينون حتى يشتروا لها منزلاً في بلدها حيث يقطن ذلك الرجل، وبعد ذلك تبين أنها تفرشه لتتزوج به! في حين أن أولادها الذين هم في عمر الزواج يعانون الأمرين من أجل أن يؤمنوا أمر زواجهم هم.
أنا الآن أعيش مع الأسرة لفترة مؤقتة، وقد لمست أن الأولاد يحاولون قدر الإمكان اتقاء الله في أمهم التي تنسف كل شيء بسذاجة، وأرى أن كلاً منهم يحتوي على بركان في داخله، ولكنهم لا يريدون أن يخسروا آخرتهم، فهل برأيك من الأفضل أن أصارح أمهم، وأتحدث معها عن تصرفاتها تلك، وما تسببه من بعد بينها وبين أولادها؟ وخصوصاً أنها مؤخراً أصبحت تطيل الإقامة -حيث إننا نعيش في الغربة- عند زيارتها لبلدها لمدة شهور وشهور بسبب ذلك الرجل الذي تحبه، ضاربة بعرض الحائط شئون أولادها، أم أبقى على جنب، وأبتعد أنا وزوجي لنأمن في مسكننا بعيداً عنها، فيبقى زوجي محتفظا بأعصابه وبوده وبره لها، بعيداً عن تصرفاتها؟
وبالنسبة لقضية زواجها من ذلك الرجل -وهو مشرك مثلها- هل لأولادها الحق بالاعتراض، ومنعها من الزواج منه، أم لهم حق الاعتراض فقط وتركها تفعل ما تريد؟ وأسأل الله أن يهدينا ويهديكم لما فيه رضاه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم مجدي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك وأهلك على الحق، وأن يزيدكم إيماناً وصلاحاً واستقامةً على دينه، وأن يهدي أم زوجك للإسلام، وأن يشرح صدرها له.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فكما يقول الناس: إنه ليس بعد الكفر ذنب، وهذا الذي تفعله حماتك ليس بجديد أو منكر على أي كافر أو كافرة؛ لأنهم وقعوا فيما هو أعظم من ذلك وهو الكفر بالله، وما هذه التصرفات التي تصدر من حماتك إلا بعض ما يوحي إليها به الشياطين، والكفار يفعلون هذا وأكثر منه غالباً، والمطلوب منكم ومن أولادها خاصةً معاملتها بالمعروف والإنفاق عليها عند حاجتها إلى ذلك، أما ما سوى ذلك فلا يجب عليهم شرعاً الإنفاق عليها، ولا يلزمهم شرعاً إجابتها إلى كل ما تطلب، أكرر: ليس عليهم إلا الإنفاق الضروري فقط، وما سوى ذلك فلا يجب بل لا يجوز لهم إعطاؤها ما تنفقه في معصية الله وإرضاء شهواتها وإشباع نزواتها، وما فعلوه من الاستدانة لها حتى تشتري بيتاً لم يكن واجباً عليهم، وأعتقد أن أولادها يفهمون برها والإحسان إليها بقدر مبالغ فيه؛ لأن ما يفعلونه لا يكون إلا مع الإسلام، أما وهي كافرة فلا يشغلوا أنفسهم بها ما دامت كارهة لدينهم، وتفعل أفعالاً تلحق الضرر بهم، فأرجو أن تذكريهم بأن ما يفعلونه معها غير واجب عليهم شرعاً.
وأما مسألة زواجها من هذا الكافر مثلها فليس لهم عليها من سبيل، وإنما عليهم فقط النصح وإبداء الرأي، فإن أخذت بقولهم فبها ونعمت، ولا يعني ذلك أيضاً المبالغة في إكراهها، وإن لم تقبل كلامهم فهذا شأنها ولتذهب مع صاحبها إلى قعر جهنم.
وأما عنك أنت فلا مانع من استخدام المصارحة معها، وبيان موقف أولادها من تصرفاتها، حتى تظل تحظى ببرهم وإكرامهم، وإلا فستفقد كل شيء؛ لأن الإسلام فقط هو الذي يحثهم على الإحسان إليها وإكرامها، وإلا فإن بمقدورهم أن يتخلوا عنها تماماً، وحاولي معها في الدعوة إلى الله، لعل الله أن يشرح صدرها للإسلام ولو في آخر لحظة من حياتها.
مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والثبات، ولها بالهداية والرشاد.