صلة الأرحام لمن قطعه أرحامه بسبب بعض الخلافات
2005-02-08 23:34:55 | إسلام ويب
السؤال:
أنا الولد الكبير لوالدتي التي تزوجت بعد وفاة الوالد، وأنجبت منه ولداً وسبع بنات، إلا أني عشت في كنف عمتي حتى بلغت السادسة عشر، وتوفيت وانتقلت للعيش مع الوالدة حتى صرت رجلاً، وتزوجت -بعد وفاة والد أشقائي بعام- بزميلتي بالمكتب، ومشهود لها بالسلوك المؤدب، وذات خلق ودين، ولي منها الآن ولدان وبنتان، أكبرهم 11 عاماً، وأصغرهم 3.5 سنة.
ولكم أن تحكموا بأن المشاكل بدأت منذ الشهور الأولى للحمل ببنتي البكر -بين أخواتي لأمي وزوجتي-، وتطور الأمر إلى أن اجعلن والدتي في صفهن، وعندما فاض بي الأمر، حيث إني كل مرة أحاول أن أهدئ الأمر، إلا أني شاورت البنات: هل الأسلم أن تنتهي المشاكل، أم الأسلم أن أنتقل مع زوجتي إلى منزل منفصل؛ لأن المنزل هو ملك لوالدهم؟ وقالت إحداهن الأسلم الانتقال، وقد كان، إلا أنه كان قاصمة الظهر؛ لأن والدتي كانت رافضة الانتقال، وعندما أقوم بزيارتهم تعرض عني أو تخرج من المنزل وتتركني، واستمر هذا الأمر لمدة.
ولكثرة تكراري الزيارة انكسر هذا الحاجز، والآن أنا والوالدة كالسمن على اللبن، لكن هذا الأمر عندهم في منزلهم فقط، أي أنها لا تزورني في منزلي أبداً، لا هي ولا بناتها، أما ولدها فمشاكلنا معه من قبل زواجي، ووفاة والده؛ لنصيحتي له بترك شلة السوء والمخدرات، والله على ما أقول شهيد، حتى عندما عرضت الأمر على والدتي انصدمت بذلك ولا تتعامل معه كما تتعامل معي، حيث أحس بها صارمة تجاهي، ولينة معه! وهذا الإحساس منذ طفولتي، حيث قامت بطردي من المنزل لسبب صغير!
والآن العلاقة متواصلة مني، ومنقطعة منهم، حيث لا حزن ولا فرح يزورونني فيه، أنجب لي ثلاثة أبناء بعد المشاكل ولم يباركوا لي إلا عندما أزورهم، والعام السابق تعرض ابني إلى حادث كسرت رجله، ولم أتشرف لا بزيارة ولا قول: سلامات، لتخفف عني المصاب، ومن يومها اقتنعت بالمثل المصري القائل: (الدم يصير ماء)، والأدهى والأمر بأنهم يربون بنتاً بعمر بنتي (11 عاماً أو 10)، ولا توجد لا صلة نسب أو قرابة لنا بها، اللهم صداقة الأسرتين، ولكم أن تتخيلوا مقدار الألم الذي أحسه، والحمد لله أني لم أقطع صلة رحمي، مع ما أجده من جور وظلم تنوء الجبال بحمله.
والسلام عليكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد التوم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أسأل الله أن يعيننا وإياك لما فيه الخير والرضا، وجزاك الله خيراً على جهدك ومسعاك لبر أمك.
أخي الكريم! جرت العادة في مجتمعاتنا العربية عامة أن زوجة الولد غير مرضي عنها من قبل الأم والأخوات، وهذا هو الغالب، ولعل الأمر يرجع إلى جانب نفسي، هو أنها امرأة غريبة عن الأسرة، واستأثرت بالولد لنفسها، ومهما يكن فإن الأمر يتطلب حكمة، وأحسب أنك قطعت نصف المشوار عندما أفلحت في الصلح مع أمك، وأرى مواصلةً للمشوار اتخاذ الخطوات التالية:
1- واصل صلتك بأمك وجميع أخواتك وكأن شيئاً لم يحدث، وكن طبيعياً في زيارتك لهم، ولا تناقش معهم هذه المشاكل.
2- حاول وبقدر الإمكان أن تقدّم لهم شيئاً من الهدايا، كثياب مثلاً للأم وللأخوات، أو لواحدة منهن؛ أو هدية ينتفع بها الكل في البيت، ولأن الحديث يقول: (تهادوا تحابوا)، ولأن الهدية رسول سلام بين الاثنين؛ ولأنها كما يقول المثل: (الحسنة قطعت شارب الأسد).
3- تحيّن وجود الوالدة وحدها، وافتح معها الأمر في تحسين العلاقة بينكم، وإمكانية زيارتها، ولك أن تستعين برجلٍ عاقل من الأسرة لكي يتوسط بينكما، فإذا أفلحت في كسر الحاجز بينك وبين أمك، فلا بأس أن تبدأ مع أخواتك، والبداية تكون مع أكثر واحدة عاقلة، فحاول أن تنفرد بها، وليكن مدخلك عاطفياً، وذكرها بما يجب عليها نحو ربها، وذكرها بعواقب الخصومة في الآخرة.
4- كرر الهدية لهم، وإن كانت لك مقدرة مالية، فقدر مبلغاً شهرياً تسلمه للوالدة، فهذا سيجعلك تكسبها لجانبك.
5- بالطبع، لأمك حقٌ عليك مهما عملت معك فلا مجال لقطعها، بل يجب عليك شرعاً أن تصلها وتبرها؛ لأنها أم وفضلها كبيرٌ عليك.
6- لا تكترث لانقطاعهم معك وعدم مواصلتهم معك، فكما استطعت أن تكسب أمك، وتتقبلك بعد أن كانت رافضة لك، كذلك يمكن أن تكسب أخواتك بحسن المعاملة وجميل الخلق.
7- استعن بالصلاة والدعاء، وأكثر من ذلك، فالقلوب بيد الله يُقلبها كيف يشاء.
نسأل الله أن يهديهم جميعاً سواء السبيل، اللهم آمين.
وبالله التوفيق.