أستغرب من وجود جسدي وتصرفاتي وأهلي، فما تحليل حالتي؟
2017-06-01 01:30:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أحيانا أشعر بأن جسدي غريب عني وليس ملكي، فأشعر بالخجل حتى عند تبديل الملابس، وقد حاولت تجاهل هذا الشعور، كذلك أشعر أن أهلي غرباء عني، فأردد أسماءهم داخل عقلي بتعجب.
شعور غريب لا أستطيع وصفه، وأستغرب من نفسي وتصرفاتي، وكأن عقلي منفصل عن جسدي، حتى عندما أكتب عن حالتي أنظر إلى يدي بتعجب وكيف أنها موجودة، وأخاف من جسدي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mariam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على هذا السؤال، ومعذرة على تأخر الإجابة.
يمرّ الإنسان ومن هو في عمر الشباب أحيانا ببعض الأعراض التي تشعرين بها، والتي قد يستغربها الإنسان، كالأعراض التي وردت في سؤالك من أنك تشعرين وكأنك لست أنت، وأنك تشعرين بالاغتراب عن نفسك وعن من حولكم ، وأن الذي يتكلم ليس أنت، وعادة ما يجد الشخص صعوبة كبيرة في شرح ما يشعر به، مستغربا ما يمرّ به.
وربما هناك أكثر من تفسير لهذه الظاهرة الغريبة نوعا ما:
الأول: حالة عابرة من الإجهاد والتعب النفسي والجسدي، وربما من الحساسية الشديدة مع نفسك، فتشعرين عندما تتحدثين وكأنك تستمعين لغيرك، وهناك حالة معروفة في الطب النفسي ونمسيها (dipersonalization) عندما يشعر الشخص وكأنه غير نفسه الحقيقية، وكأنه لا يعرف أقرب المقربين له.
الثاني: كثيرا ما تظهر مثل هذه الأعراض عند من يتعاطى بعض الأدوية المهدئة مثلا أو المخدرات، سواء أثناء تعاطيه أو في الأيام الأولى بعد التوقف عن التعاطي، وطبعا ليس في سؤالك ما يشير لهذا التعاطي، ولكني أذكر من باب ذكر كل ما يمكن أن يشرح هذه الحالة.
ثالثا: هناك بعض الاضطرابات النفسية التي تكون من أعراضها مثل هذه الأعراض، وبحيث يشعر الإنسان وكأنه شخص آخر، أو أنه عندما يتحدث يشعر وكأنه يستمع لشخص آخر غيره، أو يشعر بأنه لم يعد ذلك الشخص الذي كان يعرفه من قبل، أو أنه لم يعد يعرف من كان يعرفهم سابقا، وبعض هذه الاضطرابات النفسية خفيفة والبعض الآخر شديد ويحتاج لعلاج وبشكل مبكر.
فما العمل الآن؟
أنصحك أولا بمحاولة معرفة أي من الاحتمالات الثلاثة التي ذكرتها، وإذا استمرت عندك هذه الأعراض، واستمر انزعاجك منها، فأرجو أن لا تتأخري عن زيارة طبيب عام أولا، حيث يمكن أن يفحصك سريريا، وربما يقوم ببعض الاختبارات، ومن ثم يمكنه أن ينصحك بالخطوة التالية، والتي قد تكون زيارة الطبيب النفسي، وخاصة إذا استمرت الأعراض وزادت شدتها مع الوقت.
حفظك الله من كل سوء.