الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
وفاة الوالدة في سِنٍّ مبكر طبعًا أثّر عليكِ، والآن وفاة الجدة التي كانت قد حلَّتْ محل الوالدة -غالبًا- أثَّر عليك كثيرًا، وجعلك تحسِّين بهذه الأعراض: الخوف الشديد من الموت، والخوف على الرضيعة. هذه أعراض حزن شديد، وبعض أعراض الاكتئاب، ولكن في الغالب هي أعراض حزن شديد. أحيانًا الحزن الشديد إذا زاد عن حدِّه أو استمر فترة طويلة بعد وفاة أحد الأقارب فهذا يكون حزنًا مرضيًا، ويحتاج إلى تدخل طبي، وواضح أنه الآن عندك أيضًا أعراض اكتئاب وقلق، ولذلك الخوف الشديد من الموت والخوف أن تموتي وتتركي طفلتك، أو تموتي وزوجك خارج المنزل، هذا كله -يا أختي الكريمة- يحتاج إلى علاج.
العلاج إمَّا أن يكون دوائيًا أو علاجًا نفسيًا، ومن الأدوية التي تُناسب، خاصة أنت تُرضعين، دواء الـسيرترالين، زولفت، خمسين مليجرامًا، يتم تناوله نصف حبة، أي خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، لا يؤثِّر في الرضاعة غالبًا، ويُساعد في القلق والاكتئاب، ويأتي مفعوله بعد أسبوعين، وتزول الأعراض بعد مرور ستة أسابيع، وتحتاجين في الاستمرار عليه لمدة لا تقل عن ستة أشهر حتى تختفي كل هذه الأعراض، وبعد ذلك يمكن التوقف عن تناوله بالتدريج، بخفض وسحب ربع الجرعة كل أسبوع، وتحتاجين أيضًا لجلسات نفسية مع تناول الدواء، جلسات علاج نفسي للاسترخاء وصرف التفكير عن الموت الكثير، وأيضًا تحتاجين إلى عمل تمارين رياضية -يا أختي الكريمة-، والالتزام والمحافظة على الصلاة، الصلاة في وقتها، وقراءة القرآن والذكر والدعاء، لأن هذه الأمور تؤدي إلى الطمأنينة والسكينة وراحة البال.
وللفائدة راجعي علاج الخوف من الموت سلوكيا: (
259342 -
265858 -
230225).
وفقك الله وسدد خطاك.