ما العلاقة بين جرثومة المعدة وأنواع الوساوس المختلفة والغريبة؟
2017-04-19 01:51:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على هذا الموقع الذي ساعدني كثيرا في تخطي نسبة كبيرة من الأزمات، أسأل الله لكم الأجر والثواب.
أصبت قبل ستة أشهر بجرثومة المعدة، ولم أفحص لشدة خوفي من المستشفيات، ولكن قبل ثلاثة أشهر عملت فحصا، وتبين وجود جرثومة المعدة، فأخذت العلاج الثلاثي المعروف، ولكن في المرة الأولى لم ألتزم به، لأن الأعراض كانت مقتصرة على آلام في البطن ونغزات وحموضة فقط، ولكن بعد ترك العلاج ازدادت الحالة سوءا، حيث أصبت بنوبات هلع تشبه أعراض الذبحة الصدرية.
ذهبت مباشرة إلى المستشفى، وتم فحص ضغط الدم والسكر والقلب، فكانت النتائج سليمة، ومن خلال فحص الدم تبين أن الجرثومة ما زالت موجودة.
وبدأت بأخذ العلاج بالتزام تام، ولكن الوساوس استمرت معي، من وسواس مرض القلب إلى وسواس الموت أثناء الصلاة، ولكن -بفضل الله ثم بفضل هذا الموقع- كنت سرعان ما أتغلب عليها بالتحقير، وإن كانت تعود بين فترة وأخرى.
أصبحت الآن حبيس البيت، وصرت لا أخرج إلا نادرا، وأصبت مؤخرا بوسواس غريب جدا، حيث صرت أرى كل مربع متساوي الأضلاع مائلا أو على شكل خط مستقيم فيه ميلان بسيط، مع شعور دائم -وخصوصا أثناء القيادة الليلية- بزغللة في العين، وبعدها مباشرة تبدأ حالة القلق والتوتر ونبضات القلب والتعرق وغيرها.
المتعب في الأمر أن الوساوس تتوالى علي، وكل مرة بشكل مختلف وبشكل جديد، علما أني مستمر في العلاج من جرثومة المعدة، وبقي على انتهاء العلاج 10 أيام.
أرجوا منكم إفادتي ومساعدتي للتخلص منها للأبد، شاكرا جدا لكم هذا الجهد الذي تبذلونه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فجرثومة المعدة ليس لها علاقة بالاضطرابات أو الأعراض النفسية، والأعراض النفسية عادةً لا تظهر في الفحوصات المخبرية، أنت تعاني من هلع ووساوس، وهذا اضطراب نفسي واضح، لا يظهر عادةً في الفحوصات.
جرثومة المعدة قد تكون شيئًا عرضيًا، لكن المشكلة الرئيسية التي عندك - أخي الكريم - هي الوسواس ونوبات الهلع، وتحتاج إلى علاج في حدِّ ذاتها، والعلاج إمَّا أن يكون دوائيًا أو علاجًا نفسيًا، والعلاج الدوائي الذي نفضله لك هو الـ (سيرترالين) خمسين مليجرامًا، يتم تناوله في البداية نصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) بعد الأكل ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وتحتاج إلى شهرٍ ونصفٍ حتى تزول أعراض الوسواس والهلع، ويجب الاستمرار في تناول الدواء لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يتم تخفيض الدواء بالتدريج حتى يتم التوقف عن تناوله، وذلك بحسب ربع الجرعة كل أسبوع.
كذلك يمكنك الاستعانة بمعالج نفسي لعمل جلسات للسلوك المعرفي، وهذا العلاج يساعد بصورة كبيرة في الوساوس، وأيضًا يساعد في نوبات الهلع، والعلاج النفسي السلوكي أفضل مع العلاج الدوائي، إذ يؤدي إلى تقليل جرعة الدواء التي يتناولها الإنسان، وأيضًا يؤدي إلى عدم ظهور الأعراض بعد التوقف من تناول الدواء.
كما أن هناك أشياء يمكن أن تعملها أنت بنفسك وتساعدك في الاسترخاء، خاصة رياضة المشي والتمارين الرياضية، فقم بالمشي يوميًا لمدة نصف ساعة على الأقل، ونم مبكرًا، وحافظ على الصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء، فإنها تؤدي إلى الطمأنينة والسكينة.
وفقك الله وسدد خطاك.