المشاكل بيني وبين زوجي أثرت كثيرا على مستوى تعليم ابنتي، فماذا أفعل؟

2017-05-01 01:51:17 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أشكركم وأتمنى لكم التوفيق.

أنا سيدة متزوجة، وأم لبنتين، فعلت كل ما في وسعي لتربيتهما، وحرصت كل الحرص على دراستهما وكانتا من المتفوقات، ولكن بسبب المشاكل الدائمة بيني وبين والدهما والتي تصل للضرب والصراخ، ومستمر منذ 10 سنوات، تدنى المستوى الدراسي للبنت الكبر -14 سنة-، وكل عام تتراجع أكثر، فأصبحت غير مبالية بالدراسة، وعندما أتحدث معها أشعر أنها تعاني من فوضى داخلية، وصارحتني أنها غير قادرة على تنظيم وقتها، ولا تعرف من أين تبدأ حتى تستعيد ثقتها في نفسها، وهي تبكي وخجلة من نتائجها، وتشعر بضغط.

علما أن تدهور نتائج ابنتي جعلني أعاني من توتر شديد، وقمت بردة فعل سلبية فلم أعد أهتم بتدريسها، وتركت لها الخيار، ولكنني أشعر بألم عميق من أجلها.

أما بالنسبة للبنت الصغرى -12سنة-، فهي متمردة بعض الشيء، وحريصة على الدراسة والمنافسة.

أنا حائرة، ما هي الحلول حتى تعود ابنتي إلى التفوق في دراستها؟ وكيف أساعدها وأنظم وقتها؟ أرجوكم ساعدوني، فابنتي لا تستحق إلا الخير، وهي تتمتع بأرضية جيدة، علما أن والدهما يحبهما كثيرا، وحنون جدا معهما، وحريص على تعليمهما.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نبيهة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك – أختي الفاضلة – حرصك على مصالح بناتك واهتمامك بدراستهن وتفوقهن, ولا شك أن هذا دليل على كريم خلقك وطيبة قلبك وحسن قيامك بواجب الأمومة، فأسأل الله أن يفرّج همك ويحقق أملك، ويجمع شملك مع زوجك على سكن ومودة ورحمة وخير، ويحقق أملك في تفوّق بناتك.

وفي سبيل علاج هذه المشكلة فإني أوصيك باتباع الخطوات التالية :

- الثقة بالله وحسن الظن به سبحانه والجد والاجتهاد في محاولة الإصلاح والمراجعة للنفس والتربية, وتوفير القدوة الحسنة والصالحة من الوالدين, في جوانب المحبّة وحسن التعامل والصلاح .

- عدم المبالغة في القلق, حيث والأمل في معالجة المشكلة متوفر – في نظري – وبقوّة ؛ لتوفر عوامل النجاح – بإذن الله – من توفر مزيّة التفوّق الدراسي سابقاً لدى ابنتك – حفظها الله – ومعالجتك وزوجك لمشكلتكما الأسرية. فالأمر يحتاج إلى عاملي الوقت والجهد, والله الموفق.

- ضرورة التفاهم بينك وبين زوجك – لا سيما مع ما ذكرتِ من حبّه وحرصه على مصلحة بناته – في معالجة الخلل الذي كان وراء تأخر المستوى الدراسي لابنته, وذلك بإصلاح العلاقة الزوجية وملؤها بالدفء والحنان والمحبّة والمودة والاحترام، كما هو مقصد الشرع في الزواج (لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)؛ لما لا يخفى من الأثر السلبي للمشكلات الزوجية على الوضع النفسي والصحي والتعليمي وغيره على الأولاد, كما هو واقع ابنتك -حفظها الله ووفقها- على طريقة قول الشاعر: "وداوني بالتي كانت هي الداء".

- ضرورة الحوار مع ابنتك, وإقناعها بأهمية التحصيل الدراسي والتفوّق فيه, وبيان طبيعة الحياة بعامة, والعلاقة الزوجية بخاصة وأنها لا تخلو من مشكلات أسرية, وأن هذه المشكلات بمثابة الملح للحياة الزوجية, وأنك وأباها قد تخطيتما وتجاوزتما حدّة الخلافات وأنكما مهتمان لأمرها وحريصان على مصلحتها, وأنها في مرحلة عمرية يتخللها التغيّر النفسي مما ينبغي أن تكون على مستواها في التفهّم والحكمة والرشد.

- بث روح الثقة بالله وحسن الظن به وبالنفس والطموح والأمل والتفاؤل. وتطمينها بإمكانية معاودة التفوق مع الجهد والوقت -بإذن الله-وتذكيرها بماضيها القريب جداً المبارك والمشرق.

- ضرورة مدافعة الطاقة السلبية الكامنة في المخزون النفسي لدى البنت – كما هو في الوالدين أيضاً – وذلك بالترويح عن النفس في الخروج إلى المتنزهات, وممارسة الرياضة وزيارة الأهل, والاشتراك في استماع المحاضرات والبرامج المفيدة, والمشاركة في العمل الخيري التطوّعي؛ لما لذلك من أثر مبارك ومجرّب في إحداث نقلة جديدة من النفسية السلبية إلى الإيجابية.

- تنمية الإيمان وقوّة الصلة بالله تعالى بالإكثار من الذكر وقراءة القرآن والصدقة والنوافل من الطاعات وتوفير الصحبة الطيبة لها.

- اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرّة أعين واجعلنا للمتقين إماما).
- لا مانع من اللجوء إلى العلاج الطبي النفسي إن لزم الأمر.

هذا وأسأل الله أن يفرّج همك ويشرح صدرك وييسر أمرك ويصلح زوجك وأولادك ويرزقكم جميعاً التفوّق والتوفيق والسداد والنجاح والرشاد.. آمـين.

www.islamweb.net