ما حكم الزوج الذي يرفض استقدام زوجته وأبنائه لبلد الغربة؟
2017-05-07 02:06:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
ما حكم الزوج الذي يرفض استقدام زوجته وأبنائه إلى البلد الذي يعمل به، حرصاً على ادخار المال، ويكتفي بزيارات متباعدة لهم، بقدر شهر كل عام؟
إنه لا يتحقق لهم الاستقرار والهدوء النفسي، ورغم إلحاح الزوجة وشكواها المستمرة من ابتعاده عنهم على مدار عدة سنوات، فقد أصيبت بالاكتئاب الحاد نتيجة لذلك.
عند اللجوء لأهله وجدتهم يشجعونه على عدم استقدامها لتوفير أكبر قدر من المال، وذلك لأنه سيضطر إلى إنفاق معظم راتبه على السكن والمعيشة في ذاك البلد، ولن يدخر إلا القليل من وجهة نظره.
عندما تحاول إقناعه باللين أو بالحدة يستمر في المماطلة، ولا يتخذ أي خطوة لاستقدامهم! كيف يمكن التعامل معه في هذه الحالة؟ وهل يجوز هنا طلب الطلاق للضرر أو حتى التهديد به؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن من أعظم مقاصد الزواج حصول السكن والاستقرار النفسي لكلا الزوجين، كما قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
المال وسيلة للحياة وليس غاية، وانقلاب هذا المعنى قد يوصل المرء إلى عبادة المال، كما جاء في الحديث: (تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار والقطيفة والخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش)، فحب المال وجمعه قد يؤدي إلى مشاكل كثيرة بين الزوجين، لأن ذلك يكون على حساب سعادة الأسرة.
أنا على يقين من أن عيشك مع زوجك شهراً في السنة لا يفي بإشباع عاطفتك واحتياجاتك الخاصة، وفي ذلك مشقة عظيمة عليك، ومع هذا فإني أنصحك بالصبر والتأني وعدم التعجل في اتخاذ أي قرار قد تندمين عليه، فإن التأني من الله والعجلة من الشيطان، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام.
استمري في استعطاف زوجك واستثارة مشاعره، مع لجوئك إلى ربك ومولاك أن يلين قلبه، فإن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
اكتشفي مواطن ضعفه التي يمكن أن تستغليها في الضغط عليه من أجل أن يلتئم شملك معه، كحبه لأولاده وخوفه من تشتتهم، فاضغطي عليه من خلال ذلك بتهديده بطلب الطلاق، كونك لا تصبرين على طول الفراق.
هذا إن رأيت أن ذلك ينفع، وما لم فلا تقدمي على ذلك حتى لا تكون ردة الفعل عكسية.
نوعي أسلوب تعاملك معه بين الترغيب في التعاون على حسن التدبير والاقتصاد بالنفقة في حال استقدامك إليه، والتخويف من انهدام بيته إن استمر على حاله.
أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثري من الدعاء وتحيني أوقات الإجابة، واستمري في قرع باب الله، ومن قرع الباب وجد الجواب، فالله جل وعز قد وعد من قرع بابه أن يجيبه، فقال: (وَقَالَ رَبُّكُم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ) وقال: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
من أفضل أوقات الإجابة في حال الانتباه من النوم ليلاً لقوله عليه الصلاة والسلام (من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ وصلى قبلت صلاته).
أكثري من دعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).
الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم، وكشف الكروب، يقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذاً تكفى همك ويغفر ذنبك).
نسأل الله تعالى أن يلين قلب زوجك، وأن يلهمه الصواب والرشد إنه سميع مجيب.