أصبت بحالة من الإغماء المفاجئ ثم شعرت بأمراض عديدة، ما رأيكم؟
2017-05-25 03:27:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أشكركم على ما تقدمونه من نصائح، أنا شاب عمري 21 سنة، وفِي لحظة ما تغيرت حياتي رأسا على عقب، حيث كنت أصلي صلاة العصر وأثناء صلاتي شعرت فجأة بالإغماء، وفزعت وأكملت الصلاة، بعدها ذهبت إلى المستشفى، وأنا ما زلت أشعر بإحساس الإغماء أو الوقوع، عملت تحليل (CBC) والنتيجة طبيعية ما عدا (lymphocytes) أعلى من الطبيعي بدرجة ونصف، (4.4) وعدد (mpv 11) أعلى من طبيعي بجزئين، وباقي الصورة سليمة.
الآن لا أذهب إلى المسجد؛ لأني أشعر بأنني سأسقط، وبعد أن صار لي الموقف كنت أيضا بالمسجد وفجأة شعرت بشيء بنصف الصدر، والآن حياتي كلها وسوسة، ما هذا الشيء الذي أشعر به؟ وأيضا شعرت بألم في الصدر الأيسر، وعملت أشعة إيكو وتخطيط، النتائج كلها سليمة، ثم بدأت أشعر بألم في رأسي، وعملت أشعة للرنين المغناطيسي على الرأس، وأيضا النتيجة سليمة.
وأيضا أشعر بجفاف في الفم بغض النظر شربت كمية كافية أم لا، وعملت تحليلا للسكر والنتيجة ذاتها، ولدي جفاف في الأنف، أحس أن لا يوجد به شمع، وأن جدران أنفي جافة، أنا قلق جدا، أرجو إفادتي، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ talal حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما حدث هو هبوط مفاجئ في ضغط الدم ويصاحبه حالة من الدوخة والشعور بالدوار؛ وذلك لانسحاب جزء كبير من الدورة الدموية إلى الساقين أثناء الوقوف المفاجئ.
ومن الأعراض المصاحبة لتلك الحالة زغللة في العين، والشعور بالغثيان، والدوار، والشعور بالضعف العام والإرهاق، وقد يصل الأمر إلى فقدان الوعي، ومما يساعد في استرداد الوعي، وضبط مستوى الأملاح المعدنية في الجسم، وعودة الضغط إلى طبيعته الاستلقاء على الظهر، مع رفع الأقدام لعدة دقائق، وتناول بعض المخللات والأجبان المالحة، مع شرب المزيد من الماء والعصائر.
وهي حالة ليست خطيرة، ولكن مؤشر على نقص السوائل في الجسم وارتفاع (lymphocytes) في فحص صورة الدم (CBC)أمر لا شيء فيه، حيث يحدث ذلك مع الالتهابات الفيروسية الناتجة عن نزلات البرد، وإذا قمت الآن بإعادة التحليل سوف تجد أرقاما مختلفة، وكل ذلك أمر طبيعي، ولا مانع من فحص فيتامين (د) وفيتامين ( B12)، وفحص وظائف الغدة الدرقية، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل.
ومن بين الأمور المفيدة لعلاج تلك الحالة عدم الوقوف المفاجئ من السرير، مع إجراء بعض التمارين التي تنشط الدورة الدموية مثل الضغط على كرة صغيرة من المطاط في قبضة اليد، وتجنب الوقوف لمدد زمنية طويلة، مع تناول السوائل والمخللات والأجبان المالحة، مع ضرورة متابعة قياس ضغط الدم.
وما حدث بعد ذلك من الخوف من دخول المسجد هو حالة نفسية تسمى الهلع أو (panic disorders)، وهى حالة نفسية تنتابك نتيجة تعرضك لحادث الإغماءة في المسجد، وأدى ذلك إلى خلل في وظائف هرمون مهم جدا موجود في المخ لتوصيل الإشارات العصبية وهو هرمون السيروتينين، ويصاحب ذلك الشعور خفقان كبير على مستوى القلب، وزغللة في العيون، ورغبة في التقيؤ، وفي بعض الأحيان يكون ذلك مصحوبا بدوار، ويتخلل كل هذه الأعراض هلع شديد، وانطباع لدى المريض بأن الموت يقترب منه وبأن مكروها سوف يلحق به.
والعلاج يبدأ بمعرفة طبيعة المرض ثم بما يسمى بالإغراق أو (flooding)، ونعني بذلك الصلاة في المسجد كل الفروض دون خوف حتى لو أدى ذلك إلى بعض الدوخة في بداية الأمر، مع ضرورة متابعة الحالة مع استشاري نفسي لعمل جلسات تحليل نفسي لتقوية عنصر التفكير الإيجابي وهذا يساعد كثيرا في علاج تلك الحالة، ولا مانع من تناول أقراص (Prozac 20 mg) لمدة لا تقل عن 6 شهور إلى عام كامل؛ وذلك للتخفيف من حدة نوبات الهلع.
وفقك الله لما فيه الخير.