ما سر هذه الانتكاسات مع عدم انقطاعي عن الأدوية؟!
2017-05-30 06:29:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم على جهودهم في هذا الموقع الرائع.
أنا شاب عمري 32 سنة، عانيت منذ سنتين من اكتئاب لمدة 4 أشهر، يرافقه خوف ووساوس ورهاب، وأعتقد ان الاكتئاب هو أصل المشكلة، بعدها قررت اللجوء للأدوية دون الذهاب للطبيب، فأخذت سيروكسات حبة واحدة 20 ملم، وريميرون نصف حبة 30، وكل يوم آخذ سيروكسات 20 وريميرون 15، وبعد حوالي 3 أشهر تحسنت حالتي، وعدت لطبيعتي، وما زلت ملتزماً بهذه الجرعة منذ سنتين، ولكن عندي بعض الاستفسارات.
بعد استقرار الحالة لمدة خمسة أشهر حدثت لي انتكاسة لمدة 3 أسابيع، رغم التزامي بالأدوية تماماً، وبعدها عدت لطبيعتي، وبعد سنتين من الاستمرار بهذه الجرعة دون انقطاع، حدثت لي انتكاسة أيضا، فما سر هذه الانتكاسات مع عدم انقطاعي عن الأدوية؟
تلك الانتكاسات أخف حدة من الاكتئاب الأول، وخلال هذه الانتكاسات كانت تتأرجح نفسيتي بين الاكتئاب وملامسة الحالة الطبيعية، ثم اكتئاب ثم اكتئاب أقل، ثم حالة متوسطة أو أحسن، إلى أن تنتهي الانتكاسة وأعود لوضعي الطبيعي.
فما سببها؟ وهل يمكن أن تكون الأدوية لم تعد تؤثر إيجابيا؟
أفيدوني مع الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باسل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لا يمكن أخذ الأدوية النفسية وبالذات مضادات الاكتئاب من دون استشارة طبية، ومن دون إشراف طبي؛ لأن الطبيب النفسي هو أدرى بالجرعة، وأدرى بالدواء في المقام الأول، وهو أدرى متى يزيد العلاج ومتى يوقفه، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى، موضوع الوسواس والرهاب والاكتئاب هذه أمراض متشابكة، أحياناً الوسواس قد يكون عرضا من أعراض الاكتئاب، وأحياناً الوسواس القهري قد يؤدي إلى الاكتئاب، وأحياناً القلق قد يكون عرضا من أعراض الاكتئاب، وهذا كله يصل إليه الطبيب بعد فحص دقيق وأخذ تاريخ مرضي مفصل، وفحص الحالة العقلية، ولا يمكنك بحال من الأحوال أن تجزم بأيهما كان السبب وأيهما الأهم، بالرغم أن العلاج واحد وهذا ما جعلك تستفيد منه.
أما بخصوص الانتكاسات -يا أخي الكريم- وبالرغم من الاستمرار في تعاطي الدواء، فهذا يرجعنا لما ذكرته بمنشأ المرض ذاته وطبيعته، هل هناك مشكلة ما، أحياناً مع تعاطي الشخص الأدوية تحصل أحداث في حياته أو ضغوطات نفسية وتسبب له الانتكاسة، وأحياناً تحدث انتكاسات بدون سبب معروف -يا أخي الكريم-، ولذلك كما ذكرت يجب أو من المهم جداً أن يكون هذا العلاج تحت إشراف طبي؛ فالطبيب يعرف الأشياء التي تؤدي إلى انتكاسة، يعرف متى يزيد الجرعة -كما ذكرت-، يعرف متى يقللها، لا أستطيع أن أقول إن الأدوية فقدت إنجابيتها؛ لأن هذه الأدوية لا تؤدي إلى التحمل ولا تفقد مفعولها بمرور الوقت، المشكلة في المرض، أو فيما يحصل معك من أحداث حياتية، فنصيحتي لك -يا أخي الكريم- بالتواصل والمتابعة مع طبيب نفسي، ولا يمكنك أن تستمر في هذا العلاج لهذه الفترة الطويلة بدون إشراف طبي.
وفقك الله، وسدد خطاك.