الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ fattah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على الثقة في إسلام ويب، ونرحب بك في موقعك هذا، وتقبل الله تعالى صالح أعمالكم وصيامكم وطاعتكم.
أخي الكريم: أتفق معك أنه لديك درجة بسيطة إلى متوسطة مما نسميه بقلق المخاوف الوسواسي، وهذا قد يكون أعاقك كثيراً في الإقدام على الصلاة مع الجماعة.
وأول ما أنصحك به هو: أن لا تفتح أي ثغرة للشيطان، يجب أن تكون حازماً وقوياً وثابتاً وجلداً في أن ترفض هذا الفكر، الفكر الذي يمنعك من الصلاة مع الجماعة يجب أن ترفضه، وأن لا تجد لنفسك أي نوع من العذر، هذا هو المبدأ الرئيسي.
المبدأ الثاني: أبشرك أنه توجد أدوية مضادة للمخاوف والوساوس، هذا نسميه بالخوف أو الوسواس القلقي ذو الطابع الاجتماعي، والأدوية المضادة للرهاب الاجتماعي مفيدة جداً، وهي كثيرة جداً بفضل الله تعالى، وإذا كان بالإمكان أن تذهب إلى الطبيب النفسي فهذا أمر جيد، وإن لم يكن ذلك ممكناً، فأنا أقول لك يمكن أن تتحصل من الصيدلية على الدواء الذي يسمى زيروكسات، واسمه العلمي باروكستين، يوجد نوعان من الزيروكسات، الزيروكسات العادي والزيروكسات السي أر، السي أر ربما يكون أفضل، ابدأ في تناوله بجرعة 12.5 مليجراما يومياً لمدة شهر، ثم اجعلها 25 مليجراما يومياً لمدة 3 أشهر، ثم خفضها إلى 12.5 مليجراما يومياً لمدة 3 أشهر، ثم 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم اجعل الجرعة 12.5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذا التدرج في بداية العلاج وبناء الجرعة العلاجية ثم بعد ذلك تخفيض الدواء والتوقف عنه تدريجياً أمر مطلوب؛ لأن ذلك سوف يقيك تماماً من الآثار الجانبية خاصة ما يسمى بآثار الانسحاب المفاجأة للدواء، والتي قد تسبب نوعاً من القلق.
الدواء دواء سليم ولا يسبب الإدمان، وبعض آثاره الجانبية البسيطة هو أنه ربما يفتح الشهية قليلاً نحو الطعام، كما أنه بالنسبة للمتزوجين ربما يؤدي إلى تأخر في القذف المنوي، لكن لا يؤثر أبداً على ذكورية الرجل أو على صحته الإنجابية.
أخي الكريم: بعد أن تبدأ في تناول الدواء بأسبوعين سوف تحس بتحسن كبير، وهذه المخاوف والوسواس قد ابتدأت تقل كثيراً، وهنا يجب أن تنتهز هذه الفرصة لتدفع نفسك أن تصلي مع الجماعة وأن تتواصل مع الناس، وأن تحضر الاجتماعات، أن تزور أرحامكم أصدقاءك، أن تكون شخصاً فعالاً في أسرتك.
لا بد -أخي الكريم- أن تستغل هذه الفرصة العلاجية استغلالاً جيداً لتعيش حياة طيبة دون أي أعراض نفسية أو أعراض جسدية، أعراض الخفقان والشعور بالتوتر هي ناتجة من القلق، وإن شاء الله تعالى بتناول هذا الدواء سوف تجد أنها قد انحسرت وقلت حتى تختفي تماماً، ممارسة أي نوع من الرياضة ستكون أيضاً مفيدة جداً لك، وكذلك أي نوع من التمارين الاسترخائية إذا طبقتها سوف تجد في ذلك خيرا كثيرا، وإسلام ويب أعدت استشارة تحت رقم: (
2136015) فيها بعض التنبيهات الإرشادية لتطبيق هذه التمارين، فأرجو أن تأخذ بها، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.