أرغب بالزواج ولكن أحوالي المادية ضعيفة، فماذا أفعل؟
2017-07-19 03:02:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 22 سنة، واليوم أصبح الزواج في حكمي واجبا، لما أجد من شدة وحاجة ملحة في الجنس والحنين إلى الجنس الآخر، وأشعر بألم شديد لا يحتمل في القلب جراء تلك الشهوة.
أنا أقطن مع والداي في منزل به ثلاث غرف، وأفكر في الزواج والسكن مع والداي في نفس البيت، علماً إن أبي وأمي بحاجة إلى الرعاية والعناية، ولا يمكنني تركهما والعيش بمفردي.
أعمل و-لله الحمد- براتب قليل جداً، وأسعى إلى تحدى ظروف المعيشة المادية حتى لا أقع في الحرام، فما هي نصيحتكم لي، هل أتزوج أم يجب الانتظار؟
ملاحظة: رغبتي في الزواج ليست فقط من أجل الجنس، بل من أجل الحياة الزوجية وما بها من ود وحب وعشرة وملاطفة ترغبني فيه.
وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكر لك جميل ثقتك وحسن ظنك وتواصلك بالموقع، وحرصك على الزواج، وأسأل الله لك التوفيق والإعانة والحفظ والعفّة والستر والنجاح في أمورك كلها.
بخصوص سؤالك، فلا شك أن الزواج المبكر مما حثّت عليه الشريعة الإسلامية، لما فيه من تحصيل العفّة، وغض البصر، وإحصان الفرج, وقد ورد في الصحيحين من حديث ابن سعود قوله -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغضٌ للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، [متفق عليه], وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة)، [رواه أحمد وغيره وهو صحيح].
وتتأكد الدعوة إليه في مثل ظروفنا اليوم حيث انتشار الانحرافات الأخلاقية في القنوات الفضائية، ومواقع الإنترنت، وغيرها من الأسباب المثيرة للغرائز والشهوات، لا سيما مع الاختلاط الحاصل في كل مكان، وأوضاع الشباب المتردية، وفي عموم واقع الحياة, وكذا لأهميته في تحصيل الثبات على الدين والراحة النفسية.
أما بخصوص كون المنزل صغيراً، ويشاركك السكن فيه والدك الكريم، مع قلّة الراتب وسوء الظروف المعيشية، فإن هذه التحديات لا ينبغي أن تكون عائقاً تحول دون تحصيل العفّة والاستقامة, فإن واجب حسن الظن بالله، ثم الثقة بنفسك يحتمان عليك الاطمئنان إلى عون الله وتحصيل بركته وكرمه وتفريجه سبحانه وتعالى, كما قال تعالى: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسعٌ عليم}، وثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- قوله: (ثلاثة حقٌ على الله عونهم..)، وذكر منهم (الناكح يريد العفاف)، [رواه الترمذي والنسائي وهو صحيح].
إلا أن من المهم اختيار الزوجة الصالحة التي تتحلى بحسن الدين والخلق والأمانة والقناعة، لضرورة تحصيل مقاصد النكاح الشرعية، ومصالح الأسرة في بناء الزواج على السكن النفسي والمودة والرحمة, كما قال تعالى: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله}، وفي الحديث: (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، [متفق عليه].
فإن من شأن الزوجة الصالحة أن تصبر على ظروف زوجها المادية، فلا يصدها الطمع عن مشاركة زوجها المنزل والنفقة المتواضعة، كما هي حالك -حفظك الله وبارك فيك ولك-.
ومما يسهم في تحصيل عون الله وتوفيقه وبركته، ضرورة التزام الرجل بدينه، وعبادته، وبر والديه، وصلة أرحامه، كما قال تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه}، وكما قال -صلى الله عليه وسلم-: (من سرّه أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه)، [متفق عليه], وكذا بذل الأسباب المادية اللازمة للكسب وتحصيل المعيشة ففي الحديث: (لوأنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً) فقوله (تغدو) حثٌ على التبكير في تحصيل الرزق، وهو داخل في معنى التوكل على الله.
كما وأوصيك بلزوم ذكر الله وطاعته، وقراءة القرآن، والعفّة، والصحبة الطيبة، وكثرة اللجوء إليه بخالص الدعاء أن يعينك على الزواج، وتحصيل الزوجة الصالحة، والرزق الحلال الطيب، وعلى بر والديك.
أسأل الله أن يفرج همك، وييسر أمرك، ويشرح صدرك، ويبارك لك في عمرك ومالك، ويعينك على بر والديك، ويرزقك التوفيق والبركة والهدى والخير والرشاد والثبات على الدين، والهداية إلى صراطه المستقيم.