كيف أتخلص من الخوف الشديد من الناس ومقابلتهم؟
2017-07-25 00:42:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذا الموقع الجميل والرائع، وأسأل الله أن يجعل ما تقومون به من عمل في موازين حسناتكم.
لدي اكتئاب وذهان وخوف من الناس كما شخصني الطبيب النفسي منذ 6 سنوات، وأستخدم ريسبردال 4 مج، والإفكسور 150 مج، والليثيوم 600 مج، وقد بدأ معي الذهان منذ 18 سنة تقريبا، لكن أكثر ما يتعبني هو الخوف الشديد من الناس، فحينما أقابل أحدا من الناس ويحرك يده أثناء الحديث ينتابني شعور أنه يريد أن يخونني ويغدر بي، حينها يتكدر خاطري، وينتابني خوف شديد، وارتباك.
كما أنني لا أحضر المناسبات الاجتماعية، ولا أصلي في المسجد إلا نادرا؛ خوفا من حدوث هذا الأمر، ولا أعلم هل هذا رهاب اجتماعي أم هو خوف بسبب الذهان؟
مع العلم أني أستخدم الإفكسور منذ سنوات طويلة، لكن لم أجد فائدة، لكن مع الريسبردال أشعر بتحسن بسيط بعد كل 3 إلى 6 أشهر في جانب الخوف والرهبة.
أرشدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تعريف الذهان ليس بالشيء الهين، ويجب أن يتم في المقام الأول بفحص الحالة العقلية فحصًا مباشرًا، لمعرفة إذا ما كان الشخص يُعاني من ضلالات فكرية أم لا، والضلالات الفكرية هي اعتقاد خاطئ يتمسَّك به الشخص بقوة وبشدة، ويعتقد أن هذا هو الشيء الصحيح، مثل الاعتقاد بأن هناك أناسا يُراقبونه أو يحاولون أن يضروه أو التأثير عليه، ليس شعورًا، ولكنه اعتقاد جازم لا يتزحزح، هذه هي الضلالات الفكرية، وأيضًا تكون هنالك هلاوس سمعية، يسمع الشخص أصواتا تأتي من الخارج، شخص أو أكثر يتحدثون معه مباشرة، أو قد يتحدثون مع بعضهم، ويكون هو الشخص المعني، كما أنه أيضًا يكون هنالك اضطراب في التفكير، واضطرابات سلوكية.
هذه هي الأشياء الأربعة المطلوبة لتشخيص الذهان، وإمَّا أن تكون كلها مجتمعة، أو يُوجد منها واحد أو اثنان، مع التأثير على وظائف الشخص، وإذا تمَّ تشخيص الذهان فغالبًا لا نُشخص معه القلق؛ لأن الذهان مرض كبير والقلق شيء بسيط، وقد تكون هنالك أعراض اكتئابية مصاحبة للذهان، ولكن أهم شيء هو التشخيص.
وعلاج الذهان هي في مضادات الذهان، لا تُجدي الليثيوم، أو الإفكسور في علاج اضطرابات الذهان، اضطرابات الذهان علاجها في مضادات الذهان، والليثيوم يُعالج الاضطرابات الوجدانية.
فلا أستطيع أن أجيب – أخي الكريم – على أن ما تعاني منه هو جزء من أعراض الذهان أم هو رهاب اجتماعي في حد ذاته، هذا يتطلب – كما ذكرت – المقابلة المباشرة مع الطبيب، وإجراء فحص للحالة العقلية.
فإذًا أنصحك – أخي الكريم – بالتوجُّه إلى طبيب نفسي آخر لمعرفة رأيه بعد أن يأخذ منك تاريخا مرضيا مفصلا، ويقوم بفحص الحالة العقلية، ومن ثمَّ يُقرر إذا كانت مشكلتك هي جزء من أعراض الذهان أو رهاب اجتماعي؛ لأن هذا شيء مهم، ويترتب عليه النتائج، إذا كانت أعراض ذهان، فيجب زيادة جرعة الرزبريادال أو حتى التحول إلى مضاد ذهان أخرى، وأما إذا كانت مجرد رهاب اجتماعي فالعلاج هو علاج سلوكي معرفي وبأدوية الـ (SSRIS).
وفقك الله، وسدد خطاك.