أعجبت بفتاة غير ملتزمة، فهل تنصحونني بالتقدم للزواج بها؟
2017-07-24 03:17:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب ملتزم ومتدين ولله الحمد، معفِ اللحية وخلافه.
أعجبت بفتاة تكبرني بعام في عملي الحالي، وأرغب بالتقدم لها للزواج، ولكن هذه الفتاة للأسف غير ملتزمة البتة، بمعنى أنها غير محجبة أصلاً، تتبرج، وعلى الغالب تنمص كذلك، لا أعلم ما مقدار استجابتها الدينية؟ ولكن الهيئة العامة لا توحي بأنها من أصحاب الدين، ولكن لمست فيها من الحياء الأنثوي، كذلك لم أشاهدها تختلط بالرجال في العمل، وتتجنب الاحتكاك بهم، ولا أعلم أي شيء عن أهل الفتاة ومدى استقامتهم الدينية؟
عندما تقع عيني عليها في طرقات الشركة أجد شعورا غريبا وكأنني لم أنظر إلى امرأة قط في حياتي، إذا نظرت إليها أجد شعورا غريبا وكأن عقلي تخدر، ولعلها تبادلني نفس الشعور، لست أدري! إذ في مرة من المرات نظرت إلي ونظرت إليها للحظات من دون كلام وكذلك هي، دعوت الله في رمضان بأن يهديها للالتزام، أو أن يفقدني رغبة الارتباط بها إذ لم أعد أستطيع التحمل.
أريد رأيكم حول هذا الموضوع، عادة ما أُعمل العقل على العاطفة في أمور حياتي، ولكن هنا لا أستطيع اتخاذ قرار، فهل ترون أنه من الأنسب مصارحتها في الموضوع وعرض الالتزام عليها لقاء الزواج بها؟ علماً أن عمرها في حدود ٢٨ عاماً، وكيف أقوم بذلك؟ أم أنه من الأفضل نسيان الأمر وترك محاولة الارتباط بهذه الفتاة؟
أنا أعلم تبعات الزواج من غير الملتزمة للملتزم، ومدى السوء الذي قد ينتج من جراء هذا الارتباط، واتخاذ كل منهم طريقا يريد السير عليه، والخلافات التي قد تنشأ لقاء هذا التباين، ولهذا أتمنى منكم نصحي ومساعدتي في تخطي هذه المحنة، وإذا كان هنالك حل مناسب أكثر ترشدوني إليه، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكر لك –أخي العزيز– جميل ثقتك، وحسن ظنك، وتواصلك مع الموقع، وحرصك على تحري الشرع في المشكلات الاجتماعية، وفقنا الله لكل خير.
- لا يخفاك أن معيار الزواج الصالح لتحقيق مقاصد النكاح الشرعية المتمثلة في تحصيل السكن النفسي والمودة والرحمة كما قال تعالى: (أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) هو تحلي الزوجة بحسن الدين والخلق لقوله تعالى: (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله) ولما جاء في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).
- ولا شك أن هذه الفتاة في تبرجها وعدم التزامها ليست على هذه الصفات الشرعية مما يترجح معه عدم الاقتران بها من حيث الأصل؛ لما يترتب على الاقتران بها من التبعات والاختلافات كما ذكرت في رسالتك, لاسيما مع جهلك باستقامة أسرتها, وكونها تكبرك بالسن بعام واحد؛ وهذا على ما فيه من إيجابية رجاحة العقل, إلا أن له سلبية لا تخفى في المستقبل.
- وأما تعلق قلبك والشعور بالميل والعاطفة إليها لما ذكرت من تحليها بالحياء الانثوي وتجنب الاختلاط بالرجال, وهو أمر إيجابي ولا شك, فمما ينبغي إدراكه أن العاطفة وحدها لاسيما العابرة غير المدروسة, لا تكفي في ترجيح الاقتران بها, لاسيما وإن أمر الزواج حساس ومفصلي خطير في حياة الإنسان والمسلم العفيف الغيور خاصة على حياتك ومصلحتك ومصلحة أسرتك, ولا شك أنه من المشروع ترك الشبهات والاحتياط للدين في هذا الأمر الحساس والمهم , وفي الحديث: (من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه), ولن تعدم من تحصيل خير منها بإذن الله ديناً ورقّة وخلقاً وعقلاً وجمالاً والتزاماً.
- إلا أنه لا مانع شرعي من الزواج بها عند غلبة التعلق بها, شريطة مزيد السؤال والتحري والاستشارة عن دينها وخلقها أولاً والثقة والاطمئنان إلى استعدادها وقابليتها للالتزام والحجاب, ثم الاشتراط عليها استعدادها للاستقامة بلطف ورفق وحكمة. وهو خيار ولا شك مبني على الاحتمال المظنون, والعاقل الذي يدفع المظنون بالمقطوع والشك باليقين كما قال تعالى : (وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً), ولا يترك مصالح دينه ودنياه للمجازفة غير المطمئن إليها.
- أوصيك بصلاة ودعاء الاستخارة, واللجوء إلى الله تعالى بالدعاء أن يلهمك رشدك ويوفقك لما فيه صلاح دينك ومعاشك وعاقبة أمرك.
- أسأل الله أن ييسر أمرك ويشرح صدرك, ويرزقك الزوجة الصالحة والحياة السعيدة, ويوفقك للخير والصواب والهدى والرشاد, ويثبتنا وإياك على الدين ويهدينا صراطه المستقيم.