ما فاعلية الدواء العلاجي والسلوكي للوساوس؟
2017-08-13 04:38:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أصبت بالوسواس القهري منذ شهرين تقريبا، وسواس فكري فقط على شاكلة حوداث حدثت معي في الماضي منذ فترة طويلة، ويشغلني التفكير فيها حتى أصاب بالحزن، والقلق شبه دائم؛ أو أمور لم تحدث لكن توهمني الوساوس أنها حدثت وتنتقل من فكرة لفكرة، وحتى دون أن توهمني بمجرد تذكرها أشعر وكأن الوساوس حققت ما تريد، هذا في فترة أول أسبوعين تقريبا من الشهرين الماضيين، بعدها أصبحت تأتيني الأفكار أضعف وأخف تأثيرا، وأحيانا أمضي يومين دون أن أفكر فيها بشكل جاد، وأحيانا تستحوذ على تفكيري.
أعرف العلاج السلوكي وأتجاهلها أحيانا، لكني أشعر أنها تأتي في فترات القلق والخوف بصورة لا شعورية حتى لو لم يكن القلق بسببها، ومع ذلك كنت أنجح أحيانا في تجاهلها، ولا أصدقها على الدوام، ولدي هواية المطالعة، يوميا أطالع، لذا أخفف من حدتها، لكن لا أستطيع أن أمنعها نهائيا، خصوصا عند القلق، لذا لدي بعض الأسئلة حول العلاج الدوائي، ما فاعلية الدواء ضد الوساوس؟ هل الدواء أقدر على التغيير من العلاج السلوكي؟ وكيف يعمل الدواء؟ هل يعمل على القلق والخوف أم الوساوس؟ وهل له أضرار جانبية على الشعور والإحساس؟ وكم يستغرق بالنسبة لحالتي؟
ملاحظة: أصبت بالوسواس الطقوسي والفكري قبل 8 سنوات، وربما قبل ذلك، وذهب المرض بعد فترة دون دواء ودون علاج سلوكي تقريبا، وبقيت آثار قليلة جدا، حتى أني قبل أن أصاب في المرة الأخيرة وصلت لمرحلة أني كنت أحتقر تفسي، لأني كنت أفكر فيها، والآن أريد أن أتخلص منها نهائيا.
وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الوسواس القهري اضطراب في حد ذاته، قد يكون مصاحبا ببعض أعراض القلق أو الاكتئاب النفسي ولكنه مرض معروف عبارة عن فكرة تتكرر على الشخص يقاومها ولا يستطيع، وتؤدي إلى القلق والتوتر، والتفكير الدائم في أشياء مختلفة قد يكون جزءا من القلق والاكتئاب.
الوسواس هو فكرة معينة تتكرر وليس التفكير في شؤون الحياة أو الماضي، التفكير فيما حدث في الماضي هذا ليس وسواسا قهريا ولكنه قد يكون جزءا من أعراض القلق والاكتئاب.
الشيء الآخر: الوسواس القهري الآن له أدوية تعالجه علاجاً مباشرا، ولا تعالج القلق والتوتر ولكن تعالج الوسواس القهري نفسه، ومجاز من قبل الأجهزة الطبية العلمية، وأغلبها ينتمي إلى فصيلة الأس أس أر أيز، وآثارها الجانبية غير كثيرة، ويمكن الجمع بينها وبين العلاج السلوكي المعرفي، وبالعكس أثبتت كثير من الدراسات أن الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري أفضل من العلاج الدوائي لوحده، ويؤدي إلى تناول جرعات أقل من الدواء وعدم عودة الأعراض بعد التوقف من الدواء، ومدة العلاج عادة يجب أن لا تقل عن 6 أشهر، وبعد ذلك يعتمد على الشخص وحدة الأعراض التي يعاني منها قد تكون من 6 أشهر إلى 9 أشهر أو حتى سنة كاملة قبل أن يتوقف منه، ولكن كما ذكرت كلما كان مضافاً إلى العلاج السلوكي فهذا أفضل ويؤدي إلى التوقف عن الدواء مبكراً.
وفقك الله وسدد خطاك.