ما هي الإجراءات المناسبة للولادة الطبيعية عند ارتفاع ضغط الدم؟
2017-09-13 03:16:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أرجو مساعدتي، فهذا الحمل الأول لي، وقد ولدت منذ أسبوع، ونزل وزني كثيرا، ووصل الدم إلى 5، وتم نقل دم لي بعد العملية، وأريد اتخاذ قرارات صحيحة في الحمل القادم.
بدأت أعاني من ارتفاع ضغط الدم منذ بداية الشهر التاسع، ولم يوصف لي أي دواء، واكتفى الأطباء بقياس الضغط أسبوعيا، وكان في حدود 155/90، ولم يكن هناك زلال في البول.
في منتصف الشهر التاسع طلبوا توليدي عن طريق الطلق الصناعي، وطلبت عملية قيصرية، لكنهم رفضوا وأصرو على الطلق الصناعي.
انتظرت أسبوعا، ثم بدأت تقلصات طبيعية مع نزول الدم، ذهبت للمستشفى، لكن التقلصات خفت، فاستسلمت للطلق الصناعي عن طريق تحميلة مهبلية، وكان الألم شديدا، ونزل دم كثير، فقاموا بإزالة التحميلة من داخل الرحم بعد 3 ساعات، لكن الطلق استمر قويا جدا، فطلبت إبرة الظهر، لكني لم أستفد منها، وكانت الطلقات تزداد قوة وسرعة إلى أن أصبحت مستمرة وطاعنة والنزيف الدموي شديد.
أخبرتني طبيبة التخدير أن بعض الحالات لا تستجيب للإبرة المخدرة، ولم ترض أن ترفع الجرعة، وكان الضغط يرتفع إلى 200/110 خلال الطلق، وبعد أن توسع الرحم إلى 9 سم أخبروني أنه لا يمكنني الولادة طبيعيا، وأحتاج إلى قيصرية بسبب أن رأس الطفل لا يتناسب مع الحوض، فخضعت للعملية بعد 12ساعة من الطلق الشديد جدا.
أسئلتي:
1- لماذا لم أستفد من إبرة ابيريدرال؟ رغم أن بنفس الإبرة خضعت للقيصرية.
2- ما سبب الانخفاض الشديد في الوزن؟
3- هل كان يجب التوجه للقيصرية مباشرة بما أن الضغط مرتفع بدون التعرض لألم الطلق الصناعي؟
4- لماذا كان ينزل دم غزير خلال المخاض؟
5- هل كان ممكن التحقق من الحوض من قبل، واتخاذ قرار العملية؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ naima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله على سلامتك، ونسأله عز وجل أن يجعل المولود من أبناء السعادة في الدارين.
وسأجيب على تساؤلاتك بالتسلسل لعل في ذلك الفائدة -إن شاء الله تعالى-:
1- إن الإبرة التي تعطى في الظهر لتسكين الألم تعطى بجرعات مختلفة, وهذه الجرعات تفصل حسب كل ظرف أو حالة, فالجرعة التي تعطى مثلا في الولادة الطبيعية تختلف عن تلك التي يتم إعطاءها خلال العملية القيصرية, وهنالك دوما حد أقصى للجرعة لا يمكن تجاوزه, حتى لو بقي الألم, ويجدر بالذكر هنا أن عتبة الأم تختلف كثيرا من شخص إلى آخر.
2- يجب معرفة وزنك عند بدء الحمل وعند الولادة والآن, ومقارنة هذه الأرقام مع بعضها, وذلك من أجل تحديد الخسارة الحقيقية في وزن الجسم, ثم بعد ذلك تحديد هل هي ضمن المعدل المقبول أم لا؟
3- إن الإجراء الذي تم اتباعه لك خلال الولادة هو إجراء صحيح, فارتفاع الضغط لوحده لا يعد استطبابا من أجل اللجوء مباشرة إلى العملية القيصرية, فالصحيح هو أنه يجب أن تأخذي الفرصة في الولادة الطبيعية طالما أن وضع الجنين جيد, ذلك أن الولادة الطبيعية على الرغم من كل معاناتها وآلامها, إلا أنها تبقى هي الأسلم للأم وللجنين, لكن الفرصة في الولادة الطبيعية يجب أن تكون تحت مراقبة مباشرة ودقيقة من قبل الطبيبة والممرضة, ويجب أن يوضع لها حد زمني معين، فإذا ما تم الوصول إلى هذا الحد, فيجب عدم تجاوزه أو الانتظار أكثر, بل يجب اللجوء فورا إلى العملية القيصرية.
4- بالنسبة للنزف خلال المخاض, هو أيضا من الأمور النسبية التي يجب معرفة التفاصيل فيها, لكن بالنسبة لك, وبسبب نزول اليهموغلوبين عندك لدرجة 5 وحاجتك إلى نقل الدم السريع, فيمكن الاستنتاج بأنه قد حدث عندك فعلا نزف شديد الدرجة, ومن أسباب ذلك: حدوث انفصال في المشيمة, أو ارتكاز المشيمة بشكل منخفض قرب عنق الرحم, أو حدوث تمزق في عنق الرحم، أو حتى تمزق في الرحم نفسه، أو غير ذلك مما لا مجال لذكره هنا.
5- بالنسبة لتقدير سعة الحوض, فهذا ممكن لكن بشكل تقريبي وذلك من خلال عمل فحص مهبلي باليد من قبل طبيبة ذات خبرة, وفي حال وجد ضيق شديد أو وجد تشوه ما في عظام الحوض, هنا فقط يمكن القول منذ البدء بأن الولادة الطبيعية غير ممكنة, لكن الشعور بضيق متوسط أو بسيط فهذا يجب أن لا يمنع من إعطاء السيدة الفرصة في الولادة الطبيعية, وذلك لأن الولادة الطبيعية هي محصلة لعدة عوامل مختلفة وليس فقط لسعة الحوض.
6- بالنسبة للحمل القادم -بإذن الله تعالى-: إذا كان سير الحمل طبيعيا ورأس الجنين في الأسفل, ولم يكن سبب النزف هو حدوث تمزق في الرحم, فهنا يمكن عمل صورة للحوض لتقدير سعته, فإذا كانت ضمن الحدود الطبيعية, فيمكن أن تأخذي الفرصة في ولادة طبيعية, وبالطبع مع مراقبة مباشرة من الطبيبة المختصة, أما إذا تبين وجود ضيق في الحوض -حتى لو كان بسيطا-، فهنا وبسبب وجود ندبة سابقة في الرحم عندك, فإن الأسلم هو أن يتم اللجوء مباشرة إلى عملية قيصرية بشكل اختياري مجدول.
أسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.