كيف ألغي الحاجز النفسي بيني وبين الأدوية النفسية؟
2017-09-19 01:28:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا صاحب الاستشارة رقم: (2348022).
ذهبت إلى الطبيب النفسي، ووصف لي سيروكسات سي آر 12.5 ملجم لمدة أسبوع، ثم رفع الجرعة إلى 25 ملجم، بالإضافة إلى بعض جلسات العلاج السلوكي.
مشكلتى الآن أنه يوجد حاجز نفسي بينى وبين الدواء، كانت لي تجربة في الماضي حيث كنت أعاني من القولون العصبي، فنصحني صديقي بالدوجماتيل، لكني خفت من أعراضه الجانبية، حيث منها اختلال في نظم القلب وتوقف القلب المفاجئ، علما أني أعاني من سرعة وعدم انتظام ضربات القلب، على الرغم من أني أجريت جميع الفحوصات، وكانت سليمة.
لم أتناول الدوجماتيل لمدة شهر تقريبا حتى اشتد ألم القولون العصبي، فاضطررت لأخذ ربع حبة من أقل تركيز، وبعدها شعرت بالخوف الشديد، وبدأت ضربات القلب تزداد، حتى طلبت الإسعاف ثم تراجعت.
والآن قرأت أن من الأعراض الجانبية لدواء السيروكسات أنه يزيد من الاكتئاب وفكرة الانتحار لدى بعض الأشخاص، واستطلعت على الآراء حوله في الإنترنت، فوجدت أن البعض يمدحه والبعض الآخر يحذر منه.
لا أريد تناول الدواء، والحاجز النفسي سوف يجعلني أتوهم الأعراض، فما الحل؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
لا شك أن الدواء هو أحد الوسائل العلاجية المحترمة والمضمونة والفعّالة والتي أفادت الناس كثيرًا.،الدواء يستعمله الناس من علاج البرد إلى علاج السرطان، وهذه الأدوية نعمة عظيمة من الله تعالى، والآن الأدوية تخضع لضوابط شديدة جدًّا، هنالك محافل علمية، ودراساتٍ للسُّمِّيات والآثار الجانبية، وجرعة السلامة، وكيفية إفراز الدواء، وكيفية استقلابه في الكبد، الأمر مُصان من الناحية العلمية -أخي الكريم عمرو-.
التخوّف الذي تتحدث عنه تخوف غير مبرر، وأعتقد أنه قد نشأ من إطلاعاتك على الآثار الجانبية للأدوية، الآثار الجانبية موجودة في جميع الأدوية، لو قرأت عن البنادول ربما لا تستعمله، لأن البنادول الذي يمكن أن نشتريه من السوبرماركت قد يؤدي إلى فشل في الكبد، لكن هذه الأعراض نادرة ونادرة وقليلة الحدوث، ربما تحدث في واحد من مليون شخص، لكن شركات الأدوية مكلَّفة قانونيًا أن تكتب تلك الآثار الجانبية في النشرة الداخلية للدواء، حتى لا تُسأل قانونيًا، وهذا نوع من الوعي المرتفع والإدراك المرتفع جدًّا، ورفع الجودة والكفاءة فيما يتعلق بتناول الأدوية.
أيها الفاضل الكريم: فكرك هذا فكر تخوفي لا أساس له، فكر وسواسي، يجب أن تُحقِّره، واعلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد قال فيما معناه: ((ما جعل الله من داء إلَّا جعل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله، فتداووا عباد الله))، فأنت الآن دواءك في الزيروكسات، وهو دواء سليم، ودواء ممتاز، لا تلتفت إلى ما ذُكر هنا أو هناك، حتى قضية أنه قد يُثير أفكارًا انتحارية، هذه بالنسبة لليافعين الذين هم دون الثمانية عشر عامًا، والحالات قليلة جدًّا، ولم ينتحر منهم أحدًا مطلقًا، والذي يحدث أن هؤلاء اتضح أنهم أصلاً يُعانون من اضطرابات في الشخصية ومشاكل أسرية، ولديهم درجة من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية. هذا هو الموقف العلمي – أيها الفاضل الكريم -.
بعد ذلك أرى أنك من المفترض أن تقتنع وأن تتناول علاجك، وتواصل مع طبيبك، وتعيش الحياة بكل قوة، ولا تحرم نفسك من العلاج، ولا تكن من الذين جهل الدواء، بل اجعل من الذين قال عنهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (علمه من علمه)، وخذ بالأسباب وتوكل على الله، واستعن بالله ولا تعجز، وحين تبدأ في تناول الدواء قل على سبيل المثال: (بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم لا شفاء إلَّا شفاؤك، اشف أنت الشافي، شفاء لا يغادر سقمًا، اللهم انفعني بهذا الدواء، واجعل فيه الشفاء بإذنك)، وهذا يكفي تمامًا -بإذن الله- أيها الفاضل الكريم.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.