أعاني من حب العزلة مما سبب لي عداءً من البعض
2017-10-04 02:38:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أشكر كل العاملين في هذا الموقع الرائع المفيد، وجعله الله في ميزان حسناتكم، اللهم آمين.
أنا شاب بعمر 27 سنة، مشكلتي أني لا أحب الاختلاط بالناس، وهذا سبب لي عداء من البعض الذي يراني متعالياً عليهم! علماً أني لست كذلك على الإطلاق.
عندما أقابل أحداً أكون متكلفاً في ابتسامتي ومجاملتي له حتى لا ينزعج مني، فأنا أحب العزلة وأقضيها في قراءة الكتب والإنترنت، ودائماً أفكر فيما يقوله الناس عني، وعندي ضعف في الشخصية.
علماً أني عندما كنت صغيراً كنت خجولاً جداً، خاصة من البنات، وكنت لا أشارك الأطفال في اللعب، وبعدما كبرت قل هذا الخجل، وتحول إلى قناعة وعدم رغبة في الاختلاط!
علماً أني مصاب بوسواس قهري شديد منذ صغري، وصل إلى مرحلة العقيدة والذات الإلهية - تعالى الله وحده لا شريك له-
أصبحت متضايقاً جداً، ومكتئباً، لأن هذه الأفكار تأخذ أغلب وقتي، ولا أستطيع طردها، لأني أسمعها رغماً عني! وأصبحت قليل التركيز، سواء في الجماعة أو كنت وحدي! فأرجو تشخيص وحل مشكلتي خاصة بالعلاج الدوائي لأني تعبت جداً.
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
كما تفضلت ربما تكون شخصيتك في الأصل تحمل بعض سمات الانطوائية والخجل، وهذه نمتْ وتطورتْ للدرجة التي جعلتك تُفضِّل العُزلة والانغلاق والانعزال والابتعاد عن الناس، وربما يكون لديك شيء من الحياء، والحياء شعبة أو قطعة أو جزء من الإيمان، وفيه خير كثير للإنسان، بل هو خير كله، وكله خير.
بعد ذلك – أيها الأخ الكريم – تحدَّثتَ عن معاناتك مع بعض الوساوس القهرية، ووجود المخاوف والوساوس والقلق في بوتقة واحدة أمرٌ شائع، هنالك صلة وثيقة جدًّا بين الثلاثة، فلا تستغرب هذا الأمر، وغالبًا الوساوس تأتي في موجات تزداد وتنقص حسب الحالة النفسية، ومستوى القلق والتوتر الذي يُعاني منه الإنسان.
أيها الفاضل الكريم: أعتقد أنك بالفعل في حاجة لعلاج دوائي، أو أنت محتاج لدواء واحد حقيقة، من الأدوية المضادة لقلق المخاوف والوساوس، وإن شاء الله يُحسِّن مزاجك في ذات الوقت.
الدواء هو (زيروكسات CR)، ويسمى علميًا (باروكستين)، وهو دواء ممتاز. تبدأ بجرعة 12.5 مليجراما يوميًا لمدة شهرٍ، بعد ذلك اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد أن تكون انتهيت من الفترة العلاجية انتقل إلى الجرعة الوقائية التدريجية، بأن تجعل الجرعة 12.5 مليجراما يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها 12.5 مليجراما يومًا بعد يومٍ لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
لابد من اتباع هذه الخارطة العلاجية الدوائية من حيث الجرعة، ووقتها، ومدتها، وطريقتها. وبهذه الكيفية إن شاء الله تعالى سوف تستفيد كثيرًا من الدواء.
الزيروكسات دواء سليم، ودواء فاعل، وغير إدماني، له بعض الآثار الجانبية، منها: أنه قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن لدى بعض الناس، لأنه يفتح الشهية نحو الطعام، وقد يؤدي أيضًا إلى تأخير في القذف المنوي عند الجماع لدى بعض الرجال المتزوجين، لكنّه لا يؤثِّر أبدًا على ذكورية الرجل أو صحته الإنجابية.
هذا بالنسبة للدواء – أخي الكريم – وإن أردتَّ أن تطمئن أكثر يمكن أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا.
بالنسبة للتغيرات السلوكية المطلوبة: سهلة جدًّا، احرص – أيها الفاضل الكريم – أن تكون لك برامج ثابتة للاختلاط والتفاعل مع الناس، وأحد البرامج العظيمة جدًّا هي:
- الحرص على الصلاة مع الجماعة في المسجد، هذا نوع من التفاعل الاجتماعي العظيم والمفيد.
- ممارسة أي رياضة جماعية مثل كرة القدم مثلاً، بمعدل مرتين في الأسبوع مع بعض الأصدقاء.
- أن تحتِّم على نفسك أن تقوم على الأقل بمعدل مرتين في الأسبوع بزيارة أحد الأقارب أو أحد المرضى أو الذهاب إلى مناسبة اجتماعية، كتلبية دعوة زواج، أو شيء من هذا القبيل. مشاركة الناس أيضًا في أتراحهم وتقديم واجب العزاء.
هذا كله – أخي الكريم – علاج وعلاج مهمٌّ جدًّا. إذًا هذه البرامج الإلزامية ستفيدك، ولابد أيضًا أن تبحث عن وسائل ترفيه طيبة ومباحة، وهي كثيرة الحمد لله تعالى. تنظيم الوقت سوف يفيدك كثيرًا، وتطوير مهاراتك فيما يتعلق بوظيفتك وعملك أيضًا فيه فائدة كبيرة بالنسبة لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.