الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هديل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أيتها الابنة الكريمة: من الواضح أن شخصيتك شخصية حسَّاسة، نفسك نفس طيبة، منظومتك القيمية منظومة عالية وراقية بفضل الله تعالى، ونسبةً لحساسيتك وكل السمات التي تحدثت عنها أراك تتأثرين لأبسط الأمور، والوسواس يستغلّ حقيقة الشخصية الحسَّاسة، وكذلك المخاوف، وبما أن نفسك طيبة والمنظومة القيمية لديك مرتفعة جدًّا تتسلَّط عليك نفسك اللوَّامة لأبسط الأشياء، وهذا يزيدك من قلقك وتوترك، لكن قطعًا هذا أيضًا -إن شاء الله تعالى- يُساعد وينقلك إلى مرحلة الطمأنينة.
الوساوس هي الوساوس، وهي كثيرة ومنتشرة، وتأتي في شكل موجات تزيد وتنقص، وتجاهلها وعدم مناقشتها، والابتعاد عن تحليلها، واستبدالها بفكرٍ مخالف هو العلاج الأساسي لها، خاصة من نوعية الوساوس التي تحدثت عنها.
لا أريدك أبدًا أن تدخلي في تفسيرات أو تأويلات أنك محسودة، أو أن هذا الأمر فيه اختبار لك، لا، هذه ابتلاءات بسيطة تحصل في حياة الناس، ومن لا يُجرِّب القلق لا يكون مسترخيًا في حياته، فأنتِ اعتبريها طاقة نفسية حتى وإن كانت سلبية، لكن -إن شاء الله تعالى- تتحوّل إلى طاقة إيجابية.
اجتهدي في دراستك، نظِّمي وقتك، اصرفي انتباهك عن الفكر الوسواسي بالسبل والطرق التي تحدَّثنا عنها، مارسي أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، اقرئي، اطلعي، طبِّقي تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة رقمها (
2136015)، أرجو أن ترجعي إليها وتطبِّقي ما ورد فيها من توجيهات وإرشادات.
قطعًا القلق والمخاوف والوساوس تستجيب أيضًا للأدوية بصورة واضحة جدًّا، وعقار مثل الـ (سبرالكس) - وهو عقار سليم في مثل عمرك - سيكونُ مناسبًا جدًّا لك، لكن حقيقة لا أريدك أن تستعجلي في استعمال الأدوية، وإن تمكنت أن تذهبي إلى طبيب نفسي ربما يصف لك هذا الدواء، أو أي دواء آخر.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.