القولون العصبي أثر على حالتي المزاجية والنفسية.. ما الحل؟
2017-11-05 02:15:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعاني من علة القولون العصبي منذ عشرة أعوام تقريبا، واستطعت في النهاية التعايش معه طوال هذه الفترة، ولكن منذ ٦ أشهر -تقريبا- بدأت أشعر بأن طاقتي النفسية والجسدية ليستا على ما يرام، وظهرت أعراض عايشت بعضها مع بداياتي مع القولون العصبي، ولكن هذه المرة كانت أكثر حدة وأكثر إزعاجا.
١- في بداية هذه الحالة -أي قبل ستة أشهر تقريبا- كنت أميل إلى العزلة وعدم الرغبة في الحديث أو الاستماع لأي أحد، حتى المكالمات الهاتفية كنت أحاول إنهائها بسرعة، وكنت أعاني في تلك الفترة من فقدان الشهية وعدم الرغبة في الأكل، مع شعور بالغثيان، ثم أخذت هذه الحالة بالتحسن، ولكن لا أستطيع أن أقول إن هذا التحسن كان تاما، لأنني لازلت أكره الزيارات الاجتماعية وأشعر بالانزعاج والضيق وعدم الراحة عند زيارتي لأحد، أو إذا قام أحدهم بزيارتي.
٢- أحياناً أشعر بسرعة خفقان فأصاب بالهلع، فتجدني أخرج من البيت إلى الشارع كي أمشي قليلا، أو أذهب إلى المستشفى وأبقى في محيطه دون الدخول للطبيب؛ لأنني أخاف من التشخيص وأدواته، أعلم أن هذا شيء سخيف، وأنا غير مقتنع بما أفعل، ولكن أحيانا تغلبني فلا أستطيع تجاهلها.
٣- أشعر بالتعب والإرهاق وشبه دوخة، وغالباً ما تكون هذه الدوخة خارج البيت.
٤- أشعر بألم في الظهر وتحديدا في الكتف، وهو ليس بالشديد ولكنه مزعج، وهذا الألم تزامن مع هذه الحالة، أي منذ ستة أشهر إلى اليوم، وقد لاحظت أن هذا الألم مرتبط بحالتي النفسية والمزاجية، وعند التوتر والقلق والانفعال.
٥- طاقتي الجسدية والنفسية ليستا على ما يرام، وأشعر بأنني أهتز عند الاستلقاء على السرير.
هذه الأعراض لا تكون في جميع الأيام بنفس الدرجة أو على وتيرة واحدة، ففي بعض الأيام أكون أفضل من أيام غيرها، وأحيانا أسوأ، مع العلم بأن الأعراض التقليدية للقولون موجودة كالنفخة مثلا، فهي ملازمة لي، ولكن الأمور تزداد سوءاً حسب الحالة المزاجية والنفسية، كما أنني قمت بتحليل الدم والبول والبراز، والأنف والأذن والحنجرة، وكانت النتائج سليمة، كما أنني لا أشعر بأي آلام عضوية.
شكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نبيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
للأسف مصطلح القولون العصبي فيه خلط كثير في استعماله، القولون العصبي يُقصد به - أخي الكريم - آلام في المعدة مثل آلام البطن، ومثل الإسهال، أو الإمساك، وقد تُصاحبها بعض الأعراض النفسية، ولكن الأعراض الرئيسية تكون في منطقة البطن (المعدة)، ولا يُوجد سبب عضوي لهذه الآلام، بالرغم من الفحوصات الكثيرة التي تُجرى.
أما إذا كان هناك قلق عام وتوتر لدى الشخص وأعراض اكتئاب نفسي أو أعراض قلق وتوتر، فهنا قد يكون القولون العصبي جزءًا من هذه الأعراض، أي جزءً من القلق والتوتر وليس هو المرض الرئيسي.
على أي حال - أخي الكريم - الآن الأعراض التي ذكرتها في مجملها أعراض قلق وتوتر، وبعض أعراض الاكتئاب النفسي مجتمعة، لذا الفحوصات تكون سليمة؛ لأنه ليس مرضًا عضويًا، بل هو مرض نفسي في المقام الأول، ولذلك - أخي الكريم - لا يجب عليك المعاناة، ازدادت الأعراض وأثَّرتْ على حياتك الاجتماعية بصورة واضحة، فيجب عليك - أخي الكريم - مراجعة طبيب نفسي، وليس طبيبًا باطنيًا أو عمل فحوصات، هذا مرض نفسي في المقام الأول، عليك بمراجعة طبيب نفسي، والطبيب النفسي سوف يقوم بإعطائك العلاج المناسب للقلق وللتوتر وللاكتئاب، وهناك الآن علاجات فعّالة في هذا المضمار، وآمنة، ولا تُسبب الإدمان، وأيضًا هناك علاجات نفسية - أخي الكريم - حيث تُعطى تدريبات معيَّنة تُساعدك في التخلص من القلق هذا والتوتر، وأيضًا هناك علاجات سلوكية معرفية للمساعدة في علاج أعراض الاكتئاب.
إذًا ما عليك إلَّا بمراجعة طبيب نفسي، واتباع تعليماته، وعليه ستختفي هذه الأعراض التي تعاني منها.
وفقك الله وسدد خطاك.