التشخيص عن طريق النت لا يغني عن مقابلة الأطباء النفسيين
2017-11-21 23:46:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أستشيركم في حالة أختي التي تبلغ من العمر ٣٤ سنة، فهي تعاني منذ صغرها من آلام في الرأس، وضيق نفس أحيانا، وفي كبرها اكتشفت أنه من أعراض الفوبيا panic attack ولديها أعراض تعذر الجلوس، واكتئاب حاد، ورهاب اجتماعي، وعقدة الذنب، مع العلم أنها تصلي وتصوم، وملتزمة منذ الصغر، وتقرأ القرآن.
بدأت بأخذ السبيرلكس ١٠ملجرام لمدة شهر، وزادت الجرعة إلى ٢٠ملجرام، وبعد ثلاثة أشهر من السبيرلكس شربت معه ديناكسيد، وعانت من أعراضه كثيرا، منذ خمسة أشهر تتناوله ولا زالت تعاني من اكتئاب وتعذر الجلوس، وخاصة عند النوم، وعقدة الذنب، ولكن خفت نوبات الهلع.
السؤال: هل يجب أن تخفف السبيرلكس، أم تستمر عليه؟ وكم المدة؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر أختك التي أسأل الله لها العافية.
أرجو أن تكون أختك قد ذهبت وقابلت طبيبًا نفسيًا ليؤكد التشخيص، نحن لا نريد الناس أن يُشخِّصوا أنفسهم، نعم الآن توجد فرصة كبيرة جدًّا للاطلاع على الكثير من المعلومات الطبية عن طريق النت، خاصة النفسية، لكن لا يمكن أن نضمن أن هنالك دقة في التشخيص. فأنا أفضِّل أن تُراجع هذه الأخت الطبيب، والحمد لله تعالى الأردن به أطباء نفسيون كُثُر.
إذا كان التشخيص بالفعل هي نوبات هرع مع اكتئاب ورهاب: الـ (سبرالكس) يُعتبر دواء متميّز ودواء مفيد جدًّا، دواء فاعل جدًّا، أما الـ (ديناكسيت) فلا حاجة له من وجهة نظري، وأعتقد أنها يمكن أن تستمر على نفس الجرعة، وهي عشرون مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين آخرين، ثم تخفضها بعد ذلك إلى عشرة مليجرام يوميًا مثلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
إن ذهبتْ وقابلتْ الطبيب النفسي كما نصحتُ هنا قطعًا الطبيب سوف يضع لها الخطة العلاجية الدوائية.
هذه الأخت محتاجة لأن تنظم وقتها، لأن تنظيم الوقت يعني تنظيم الحياة، أن تنام النوم الليلي المبكر، هذا مهم جدًّا، وأن تمارس بعض التمارين الاسترخائية، وكذلك التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة. هذا قطعًا سوف يُساعدها كثيرًا في التململ الحركي الذي تعاني منه، وإن شاء الله تعالى يتحسَّن مزاجها.
أرجو أيضًا أن تتعاملوا معها إيجابيًا، وأن تُشجِّعوها، وأن تجعلوها عضوًا فاعلاً داخل الأسرة، الإنسان إذا شعر بأي نوع من التهميش المقصود أو الغير مقصود هذا قد يعود عليه بتبعات سلبية من حيث صحته النفسية.
شعورها بعقدة الذنب: إن كانت هنالك أسباب يجب أن تُناقش حول هذه الأسباب، ويتم التعامل مع الأمور بالمنطق الصحيح. وعمومًا: دائمًا ننصحها أيضًا ألَّا تلتفت للماضي، بأن تعيش الحاضر بقوة، وأن تفتح بوّابة المستقبل بأملٍ ورجاء.
هذه هي الأسس العلاجية التي أراها في حالتها، وأسأل الله لها العافية والشفاء.