كيف أقنع زوجتي ألّا تضع الكحل والمكياج عند خروجها من البيت؟
2017-12-11 03:36:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله الخير على هذا الموقع الرائع، وجزاكم الله الجنة، أود استشارتكم في أمري، وهو أنني متزوج منذ أربعة شهور -والحمد لله- زوجتي حامل في الشهر الثاني، فما حكم أن أدعو الله تعالى أن يكون الجنين في بطنها ذكرا، فأنا أحب أن يكون لي أول مولود ذكر بإذن الله، ثم أريد منكم جزاكم الله خيرا أن تبينوا لي كيف أقنع زوجتي بأن لا تضع الكحل، ولا المكياج عند خروجها من البيت؟ مع أنها -الحمد لله- لباسها شرعي، فكيف أتعامل معها في قضية المكياج؟ وأريد منها أن تلبس حجابا كاملا مع تغطية الوجه والكفين، فكيف لي أن أقنعها؟
وجزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يعقوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
إن الله تعالى هو الذي يخلق ما في الأرحام، فيعطي لهذا ذكرا وللآخر أنثى، وما على المسلم إلا أن يرضى بما رزقه الله يقول سبحانه: (لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ)، ومع هذا فلا بأس أن يدعو الإنسان أن يرزقه الله بمولود ذكر فإن استجاب الله له فعليه أن يحمد الله ويشكره، وإن لم يستجب له فلا يتضجر ولا يتسخط وليرض بقضاء الله وقدره.
ما قضاه الله وقدره سيكون ولا يرد القضاء إلا الدعاء، ففي الحديث الذي رواه الحاكم وحسنه الألباني رحمهما الله يقول عليه الصلاة والسلام:(لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر)، وفي الحديث الآخر الذي رواه الحاكم، وحسنه الألباني أيضا: (الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل، فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة).
الأصل مشروعيته سؤال الله تعالى كل حاجة مباحة، ففي الحديث الذي رواه الترمذي والدارمي يقول عليه الصلاة والسلام: (ليسأل أحدكم حاجته كلها حتى يسأل شسع نعله إذا انقطع).
مسألة إقناع زوجتك بعدم وضع المكياج على وجهها حال خروجها، وكذا تغطية وجهها يتطلب منك أن تجتهد في توثيق صلتها بالله تعالى وتقوية إيمانها، وعليك أن تبدأ بموضوع الماكياج فتذكر لها أن هذا أمر محرم باتفاق العلماء؛ لأن الله تعالى لم يبح للمرأة أن تبدي زينتها إلا لمحارمها، فقال تعالى: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ).
في المرحلة الثانية وجهها برفق ولين إلى تغطية وجهها من باب الطاعة لله تعالى أولا الذي أمرها بذلك كما أمرها بالصلاة فقال سبحانه: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ)، ومعنى الآية: وليلقين بأغطية رؤوسهن على فتحات صدورهن مغطيات وجوههن؛ ليكمل سترهن، وثانيا: طاعة لك كونك تأمرها بأمر الله، ومن صفات المرأة الصالحة أنها تطيع أمر زوجها ففي الحديث: (ألا أخبرك بخير ما يكتنز المرء؟ المرأة الصالحة؛ إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته).
عليك بمصادقة الرجال الصالحين الذين زوجاتهم مغطيات لوجوههن، ومن ثم تطلب منهم أن يكلفوا زوجاتهم بالتواصل مع زوجتك ويتبادلن الزيارات معها وينصحنها، فكلام المرأة للمرأة يقع موقعه.
أقترح عليك أن تلحقها بحلقة لتحفيظ القرآن الكريم، فستجد فيها نساء صالحات ويتقوى إيمانها من خلال حفظ القرآن، وسيقمن بتوجيهها ونصحها بإذن الله تعالى.
تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى، وأنت ساجد وسله سبحانه أن يصلحها ويرزقها الاستقامة.
اقترب منها أكثر وامدحها واثن عليها وشجعها إن رأيت منها تقبلا، ولا تغفل أن تقدم لها هدية ولو رمزية، فالهدية لها أثرها البالغ على القلوب يقول عليه الصلاة والسلام: (تهادوا تحابوا).
عليك بالصبر والتأني، واحذر من التعجل، ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة يقول عليه الصلاة والسلام: (التأني من الله والعجلة من الشيطان).
لا تكثر عليها بطلب الحجاب، ولكن بين الحين والآخر واستغل ساعات الصفا والزمان والمكان المناسبين، وبإذن الله تعالى ستتكلل جهودك بالنجاح.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق، ولزوجتك الاستقامة والصلاح، وأن يقر عينيك بما تحب أن تكون عليه إنه سميع مجيب.