عمل المرأة المتزوجة لضمان للمستقبل، هل هو جائز؟
2018-01-31 00:59:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قرأت عدة استشارات سابقة، وما فهمته أن خروج المرأة للعمل لا يكون إلا لضرورة إذا كان عندها ما يكفيها، فماذا لو كانت متزوجة وتخاف أن لا تجد ما تنفقه أو ما تؤجر به مسكنا إذا طلقها زوجها، وقد مات والداها وتزوج إخوتها؟
هي تريد الخروج للعمل لاكتساب المال لهذا السبب، فهل هذا حلال أم حرام، ويرجى الاستشهاد بآيات أو أحاديث؟
شكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
- الأصل أن تبقى المرأة في البيت، وألا تخرج إلا لحاجة يقول تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ) ويقول عليه الصلاة والسلام: (المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وإنها لا تكون أقرب إلى الله منها في قعر بيتها) ورخص -صلى الله عليه وسلم- للمرأة أن تخرج للصلاة في المسجد إلا أنه قال: (وبيوتهن خير لهن).
- يجوز للمرأة أن تخرج للعمل إن احتاجت لذلك وكان عملها في مكان ليس فيه اختلاط بالرجال إن وجدت الحاجة، وأذن لها وليها أو زوجها، فقد كانت بعض الصحابيات يبتعن ويشترين ولم ينههن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
- يجوز لها العمل في حال عدم كفاية مرتب الزوج لحاجيات الأسرة، وبشرط أن يأذن لها وأن تلتزم بالحجاب الشرعي.
- يشترط لجواز عملها إضافة لما ذكر أن يكون مقر العمل قريبا بحيث لا يستوجب ذلك السفر لمسافات بعيدة أو الخلوة بقائد السيارة مثلا.
- يشترط لجواز عملها ألا يكون في ذلك تضييع لما هو أوجب عليها من رعاية بيتها، والقيام بشؤون زوجها وأولادها.
- على المرأة أن تثق بالله تعالى وتظن به خيرا وتتفاءل ولا تفكر في أمر لم يقع بعد ولتكن على يقين أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، وأنه المتكفل بأرزاق عباده.
- الخوف من الطلاق ليس مبررا للخروج للعمل طالما والزوج يوفر كل الطلبات.
- على المرأة أن تحسن معاشرة زوجها وتشبع عاطفته وشهوته وتقوم بخدمته خير قيام وتكسب قلبه وتبتعد عما ينغص حياته، وتكون سامعة مطيعة له متجملة بأبهى حلة بحيث لو رآها ملأت عينيه، ولتكن مطمئنة من أنه لن يتخلى عنها؛ لأن الزوج إن وجد امرأته بهذه الصفات لا يتخلى عنها.
- على الزوجة أن تجعل بيت زوجها نظيفا مرتبا وأن تعتني بمظهره وتحسن استقباله وتهيئ له سبل الراحة حين عودته من العمل فستجده فاتحا قلبه نحوها ويراها أجمل امرأة في هذه الدنيا.
- عليها أن توثق صلتها بالله وتجتهد في تقوية إيمانها من خلال كثرى الأعمال الصالحة فذلك من أعظم أسباب جلب الحياة الطيبة كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
- لتكثر من الاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).
عليها أن تجعل لنفسها وردا يوميا من تلاوة القرآن الكريم وتحافظ على أذكار اليوم والليلة كي يطمئن قلبها يقول تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق.