لا أستطيع مواجهة الناس وأشعر أنهم يسخرون مني.
2018-02-05 23:46:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 25 سنة، وزني 60 كلغ، وطولي 172 سم، أتأثر بأية كلمة ولو كانت مزحة، وأشعر أن الناس يضحكون علي ، فأغضب وأشعر بتعرق وتنميل في كل جسمي وثقل في الصدر وسرعة دقات القلب، وتوتر وقلق، وأشعر بنفس الأعراض عندما أتكلم مع أحد، وخاصة الغرباء الذين ألتقي بهم لأول مرة.
بحثت كثيرا عن حل لمشكلتي، وراجعت الطبيب النفسي مرتين، لكني لم أستعمل الدواء خوفا منه، فأنا لا أستطيع مواجهة الناس، ولا دخول المجالس، علما أني على وشك الزواج، فما الحل؟
أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على طرح استشارتك في موقعنا، وهذا الأمر يدل على أنك إنسان راق، فالاستشارة حضارة وطلبك لها أكبر دليل على سعيك في تطوير ذاتك، وفقك الله دوما لما فيه الخير.
بالنسبة لحالتك هي حالة رهاب اجتماعي، هذه الحالة تصيب بعض الأشخاص عند اختلاطهم لأول مرة بأشخاص غرباء عنهم، ربما قد تكون تعرضت لموقف معين في الماضي جعلك تخشى مواجهة الناس، كنت أتمنى ذكره لو كان موجودا، وعلى أي حال فأنت تستطيع اكتشاف السبب والبحث عن حلول لهذه المشاعر التي تمر بها ومعالجتها من خلال الإقدام على ما تخاف منه.
على سبيل المثال أنت تخاف من حضور المجالس، فيجب أن تشجع نفسك على حضور مجالس الأهل بداية، وبمرافقة شخص تثق به وتشعر بدعمه لك، ثم تحضر مجالس الأشخاص الأبعد أولا برفقة شخص داعم وبعدها بمفردك؛ لأن ما تعاني منه في الحقيقة أوهام، ما تخاف منه لا شيء على الإطلاق، إن فكرت مليا في الأمر وبتعقل، مقابلة الناس والاجتماع بهم أمر مفرح؛ لأن الإنسان اجتماعي بطبعه ويحب الاختلاط بالآخرين.
عالج مشاعر خوفك بالمواجهة، احضر ورقة وقلما واكتب مشاعرك لتكون على وعي بها، ثم اسأل نفسك هل هذه المشاعر والأفكار واقعية؟ وضع لك أفكارا بديلة، فعلى سبيل المثال: إذا كانت الفكرة التي تفكر بها عند دخول مجلس ما أن قدمي تهتزان وأشعر بتنميل، ضع فكرة بديلة بأن الأمر طبيعي جدا وسأصرف تفكيري عن هذا الشعور إلى التركيز على التحدث مع الموجودين ومشاركتهم موضوع الحوار، وبالتكرار سأركز على محور الحديث وأنسى التنميل فيتلاشى ويذهب نهائيا، وهكذا إلى أن تهزم مشاعر الخوف بداخلك.
كما أنصحك بأخذ جلسات نفسية مع أخصائي نفسي ليخضعك لبرنامج نفسي متكامل؛ للتصدي للخوف ومعالجته، وخاصة أنك مقبل على الزواج.
كل السعادة أتمناها لك في حياتك المقبلة.