الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بتول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية، وإن شاء الله كلامنا لك واقعي جداً، ورسالتك حقيقة واضحة ومعبرة وتستحق الاهتمام.
عرضك لمشاعرك يدل بالفعل على شعورك بالضجر والكدر والإحباط والفكر التشاؤمي يهيمن عليك بصورة واضحة وجلية، وقطعاً تقديرك لذاتك أيضاً فيه سلبية كبيرة جداً، وأنا أقول لك أيتها -الفاضلة الكريمة-:
أن الإنسان من الناحية النفسية هو عبارة عن مشاعر وأفكار وأفعال، هذه الثلاثة يجب أن يراجعها الإنسان مع نفسه، الفكر حين يكون سلبياً يجب أن لا نقبله، ونستبدله بما هو إيجابي، والله تعالى أعطانا الإرادة التامة، والكاملة لأن نتخير ما هو أفضل، وكذلك فيما يتعلق بالمشاعر.
الإنسان يجب أن يغرس في نفسه مشاعر إيجابية، السعادة لا تأتي لوحدها أبداً، المشاعر الطيبة لا تأتي لوحدها أبداً، يبحث عنها الإنسان ويكون قوي الشكيمة، والأفعال هي الضلع الرئيسي؛ لأن الأفكار السلبية والمشاعر السلبية قد تجعل فاعلية الإنسان ضعيفة جداً، ولذا وجد علماء السلوك أن من يفعل ضلع أفعاله يستطيع أن يغير من فكره ومشاعره، بمعنى أن يحسن إدارة وقته، وأن يكون إنساناً نافعاً لنفسه ولغيره، ومنتجاً، وله رؤية إيجابية نحو الماضي والحاضر والمستقبل، وهذا ليس بالصعب أبداً.
أنا لا أريدك أبداً أن تنظري لنفسك بهذه السلبية، وأعتقد أنك محتاجة حقيقة لأن تتطلعي وبصورة مكثفة على ما ورد في علم الذكاء الوجداني أو الذكاء العاطفي، ومن رواد هذا العلم دانيال جولمان كتب كتابة متميزاً عام 1995 يسمى الذكاء العاطفي، أرجو أن تتحصلي على هذا الكتاب وتطلعي عليه بدقة وجدية، وتطبقي ما هو فيه، لأن الذكاء العاطفي هو الذي يجعلنا نقيم أنفسنا بصورة أفضل، ونفهم أنفسنا، ونتعامل مع أنفسنا بصورة إيجابية، ونسعى كذلك لتطوير ذواتنا، ونفس المستوى من الإيجابية يكون منطبقاً أيضاً فيما يتعلق بتعاملاتنا مع الآخرين، أي كيف نفهم الآخرين، وكيف نتعامل معهم إيجابياً.
أنا أريدك حقيقة أن تكثفي معارفك في هذا العلم، هذا قد يساعدك، والإنسان يتغير، والإنسان يتطور، وليس من الضروري أبداً أن تظل الأمور كما هي، هذا ليس صحيحا أبداً، والقلق التوقعي الاستباقي التشاؤمي يجب أن يحد الإنسان منه؛ لأن الخير هو الغالب ولا شك في ذلك، هذه مجرد لمحات أعرف أنها قد لا تكون هو ما تتوقعينه من إجابة، لكن هذا هو الذي نستطيع أن نقدمه، وأرجو أن تقبلينها منا كمساهمة بسيطة.
وللفائدة راجعي علاج الإحباط سلوكيا: (
234086 -
259784 -
264411 -
267822).
وأسأل الله لك التوفيق والسداد.