أختي صعبة التعامل وعنيدة وتسيء لوالدتي .. كيف نتعامل معها؟
2018-02-19 03:58:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أختي بعمر 13سنة، صعبة وغامضة في التعامل، عنيدة جداً ووقحة جداً في الكلام، خاصة مع أمي! طرحت فكرة أن نعرضها على طبيبٍ نفسي بسبب تصرفاتها، فهي دائما ما تتكلم على أمي أنها ظالمة .. والخ، عجزنا في كيفية التعامل معها، وتدخلنا بالضرب للأسف، ولا فائدة.
المشكلة أنها كبرت أكثر، ولا يهمها أن تُضرَب أو لا، أهم شيء أن تعمل الذي تريده، كيف نتصرف معها؟ عجزنا كثيرا معها، مرة فتحتُ جهازها، فوجدتها للأسف تشاهد مقاطع إباحية! لما واجهتها كانت الحجة أنه صديقاتها، كيف التصرف معها؟ هل المشاهد الإباحية التي شاهدتها يمكن تكون سببا في تغيير تصرفاتها؟
علماً بأنها حتى الصلاة لا تصلي إلا بعد ما نكلمها، ولا أخفيكم أنه مع تصرفاتها هذه ألجأ بالضرب العنيف خاصة أنها تستفزنا بالكلام.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -أختنا الفاضلة- ورداً على استشارتك أقول:
لا بد أن تعرفوا سبب تمرد هذه الأخت؛ لأنه كما يقال إذا عرف السبب بطل العجب، وأمكن إن شاء الله إصلاح العطب.
قد لا تتمكنوا أنتم من معرفة ذلك؛ لأنها بتصرفاتها هذه قد لا تثق بأي منكم، ولكن انظروا أقرب زميلاتها منها ممن تثق بهن، ويمكن أن تبوح بما في نفسها، فذلك قد يوصلكم إلى معرفة السبب.
أرى أن تقتربوا منها أكثر وأن تلينوا معها القول فذلك أدعى لأن تلين معكم.
تتبعوها وتعرفوا مع من تسير، وما هي أخلاقيات تلك الفتيات فالصاحب ساحب، والقرين بالمقارن يقتدي.
اجتهدوا في تغيير رفيقاتها؛ فإن الرفيقة الصالحة ستؤثر على سلوكياتها ولا شك.
تأكدي من والدتك إن كان دار بينهما حديث أو رأت أختك منها ما يجعلها تفقد احترامها لأمها.
لا بد أن تعرفوا ما هو الظلم الذي تتحدث عنه؛ بحيث إن حصل فعلاً، فعلى أمك إما أن تبين لها أو تعتذر منها.
كثرة الضرب يفقدها الإحساس، ويشحن نفسها عليكم أكثر، والذي يخشى منه هو أن تنحرف أكثر أو تقرر الهرب مع الفاسدات ويحدث منها ما لا تحمد عقباه.
مشاهدتها للأفلام الإباحية خطر جداً، ويؤثر على سلوكياتها خاصة إذا صارت غير مبالية بمعرفتكم لذلك.
اجتهدوا في إصلاحها من الناحية الدينية؛ فإن استقامتها ستؤثر على سلوكياتها ولا شك، فبقاؤها بعيدة عن الله تاركة للصلاة يعني أنها ستتردى أكثر من الناحية الأخلاقية ففي الحديث: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت).
ترفقوا في التعامل معها فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه كما ورد في الحديث.
أظهروا لها حبكم ورحمتكم، فإنها في أمسّ حاجة إليه في هذا الوقت، ولعل ذلك من جملة الأسباب التي أوصلتها إلى ما وصلت إليه.
اجلسوا معها وحاوروها وأخرجوها في نزهات وابذلوا لها المال فربما هدأ ذلك من روعها.
سلطوا عليها قريباتكم الصالحات ليأخذن بيدها ويسحبنها من أيدي المنحرفات فتغيير البيئة مهم للغاية.
ادعوا لها كثيراً في سجودكم، وخاصة والديها، فدعوتهما مستجابة، وأكثروا من دعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).
إن لم تجدوا نتيجة بعد أن تنظروا فيما أرشدناكم فلا بأس أن تعرضوها على طبيب نفساني حاذق فالعلاج السلوكي وبالعقاقير ينفع بإذن الله تعالى.
نسعد بتواصلكم في حال أن استجد أي جديد في قضيتكم، ونسأل الله تعالى أن يسمعنا خيراً، والله الموفق.