أقيس نبضي باستمرار وأخشى أن يتوقف قلبي، فما تحليلكم؟

2018-03-18 05:59:31 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

لا أعلم ما أعاني منه مرض جسدي أم نفسي! أقيس نبضي باستمرار، نبض عنقي بالذات، أصبحت يدي ملازمة لعنقي، وأحس أن قلبي سيتوقف، وأنتظر أن ينبض قلبي.

حالة متعبة أعاني منها، أصبح عندي وسواس أن أموت في العمل، وأن يتوقف قلبي، وأصبحت أقيس نبضي باستمرار، وأخرج مسرعا من مكتبي، وأحس بدوخة وانخفاض ضغط الدم، وأحس أنه سيغمى علي، وأنني سأسقط حالا، وأتصبب عرقا.

الغريب أنني عندما أخرج من العمل تتحسن حالتي بعض الشيء، المشكل أيضا أحس أنني أتحكم في نبضات قلبي، مثلا عندما أتفوه وأقيس نبضي لا أحس به، تأتي نبضة قوية، أصبحت غير مركز في عملي من كثر التفكير أنه سيغمى علي وسيتوقف قلبي.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hamza حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
ما تعاني منه ليس مرضاً جسدياً وليس مرضاً نفسياً، إنما هي حالة أو ظاهرة نفسية، ولديك ما نسميه بقلق المخاوف والوسواسي حول صحتك، وأصبحت توسوس حول النبض وقياسه ومراقبته، وهل هو موجود أو غير موجود، قوي أو ضعيف، هذا كله نوع من الوسواس، فأنا أقول لك -أيها الفاضل الكريم- أن النبض له آلياته التي تتحكم فيه، والله تعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم، وهذا التقويم العظيم نشاهده في كل شيء، في كل عضو من أعضاء الإنسان، وحين يأتي الأمر للقلب وعمله وكيفية تدفق الدم وكيفية ظهور النبض في الشرايين تكون عظمة الخالق جلية جداً.

فيا أيها الفاضل الكريم: هذا الإبداع العظيم يجب أن نقبله ونحمد الله تعالى عليه، وأن لا نكون متوجسين أو موسوسين حياله، النبض له ضوابطه، وأن تتحسسه أو لا تتحسسه هذا لا يعني أي شيء، لن يزيد ولن ينقصه ولن يوقفه، فلماذا تشغل نفسك به، هذه الوسوسة يجب أن تتجنبها، وهذا النوع من الوسوسة يؤدي إلى ضرر نفسي كبير، يؤدي إلى الدوخة، يؤدي إلى -كما تفضلت- نوع من انخفاض الضغط الفسيولوجي الناتج من زيادة استشعار الجهاز العصبي اللإرادي، فلا تدخل نفسك فيه هذه المشاكل، تجاهل هذا الأمر تماماً، ضوابطه وتحكمه أصلاً من خلال نظم إلهية دقيقة جداً.

عش الحياة باستمتاع واحمد الله كثيراً، واجعل حياتك صحية بأن تنام ليلاً مبكراً، وأن تحرص على صلاتك وعباداتك وحسن تواصلك، وبر والديك، وأن تمارس الرياضة، وأن تنظم وقتك، وأن تكون لك أهداف، وأن يكون لك تواصل حياتي اجتماعي متميز، هكذا تكون الحياة، وهذا -إن شاء الله تعالى- يصرف انتباهك تماماً عن هذه الظاهرة التي تشتكي منها.

وأعتقد أن تناول أحد مضادات القلق البسيطة سوف يفيدك، دواء مثل سلبرايد بجرعة 50 مليجراما ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عنه، يضاف له عقار آخر يسمى زيروكسات أو ديلوكسات سي أر بجرعة 12.5 مليجراما يومياً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله، هذه أدوية فاعلة جداً لعلاج قلق المخاوف الوسواسي.

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net