الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ورد الجوري حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء.
وصفك لحالتك جيد ودقيق، وعدم الشعور بالواقع أو الإحساس بالذات أو التغرب عن الذات يسمى باضطراب الأنية، وهو مرتبط بالقلق النفسي، وألاحظ أيضاً أنه لديك بعض الوساوس، وقطعاً الشعور بالإنهاك والإجهاد هذا قد يكون مصاحباً للقلق، لكن أنصحك بأن تذهبي وتقابلي الطبيب، طبيب الأسرة مثلاً، أو حتى الطبيب النفسي؛ لتقومي بإجراء فحوصات عامة، وعلى وجه الخصوص تتأكدي من مستوى الدم لديك، مستوى وظائف الغدة الدرقية، وظائف الكلى، الكبد، مستوى الدهنيات، مستوى فيتامين ب 12، فيتامين (د)، هذه فحوصات أساسية جداً لتتأكدي من صحتك الجسدية.
وجود البكاء والضيق في الصدر يؤكد حقيقة وجود القلق، فإذاً أنا أعتبر أن حالتك قلقية وسواسية مع اضطراب في الأنية، وإن شاء الله- حالة ليست صعبة، بعد أن تتأكدي من سلامة الفحوصات الطبية إن ذهبت وقابلت الطبيب النفسي كما ذكرت لك، هذا سوف يكون أمراً جيداً، وإن لم تستطيعي فأريدك أن تكثفي ممارسة التمارين الرياضية، والتمارين الاسترخائية، هذه تجدد طاقاتك وتربطك بالواقع تدريجياً، إسلام ويب أعدة استشارة رقمها: (
2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.
الأمر الثاني: هو أن تحرصي على حسن إدارة الوقت، وتخطيطك لإدارة الوقت يجب أن يشمل النوم الليلي المبكر، وتجنب النوم النهاري، وأن تكون لك أنشطة متعددة في أثناء اليوم، وأنت -الحمد-لله تعالى- متزوجة ولديك ثلاثة أطفال، وعليك مسؤوليات منزلية كثيرة، وهذا يجب أن يكون ممتعاً بالنسبة لك، ويجب أن تكوني شخصاً فعالاً، تجاهلي هذه المشاعر بقدر المستطاع، وحين تزيدي من فعالياتك وتفكيرك الإيجابي وإصرارك على أن تكوني نافعة لنفسك ولأسرتك ولغيرك هذا ينقلك إلى وضع إيجابي جداً حول استشعارك لنفسك.
أيتها الفاضلة الكريمة: الحرص على أذكار النوم، والصلاة في وقتها، وتلاوة شيء من القرآن، وأذكار الصباح والمساء أنا أعتبرها أقل ضرورية يجب أن يلتزم بها الإنسان المسلم؛ لأنها تفيد في زوال الأعراض النفسية والقلق والتوتر، وتعطينا الشعور بالطمأنينة والأمان، قصدت فقط أن أنصحك في هذا السياق، وأعرف أنه -إن شاء الله تعالى- فيك خيرا كثيرا.
أنت سوف تستفيدين من أحد الأدوية المضادة للقلق وللوسواس والخوف، وعقار سيرترالين، والذي يسمى زوالفت بجرعة صغيرة سيكون مفيداً جداً لك، وأكرر مرة أخرى إن تمكنت من الذهاب إلى الطبيب النفسي هذا أفضل، وإذا لم تتمكني يمكنك أن تتناولي الزوالفت كتجربة علاجية، أتمنى أن تكون إيجابية، وإن لم تتحسني عليه هنا ذهابك إلى الطبيب سيكون أمراً ضرورياً، ومع الدواء يجب أن تطبقي ما ذكرته لك من إرشاد، جرعة الزوالفت تبدئي بنصف حبة ليلاً أي 25 مليجراما لمدة 10 أيام، ثم اجعليها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.