طالبة طب وأعاني من وسواس أمراض القلب، ساعدوني!
2018-03-27 01:24:09 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 22 سنة، ووزني 40، وطولي 156 تقريبا، طالبة طب بشري في السنة الثالثة، عندي مشكلة تعبت جدا منها، ولم أعد أستطيع الخروج منها، ألا وهي الوسواس، وخاصة وسواس الأمراض، وبالتحديد أمراض القلب.
فأنا لدي ارتخاء بسيط في الصمام الميترالي، وأخر صورة eco كانت في شهر 1 عام 2017، أي من سنة تقريبا، وكان الارتخاء mild ولا يوجدMR، والطبيب لم يصف لي أي علاج رغم أنني أشعر بآلام دائمة في الصدر كالنغزات، وخاصة في الجهة اليسرى، وأحيانا في الكتف الأيسر، وسرعة في النبض، وتزداد هذه الأعراض إذا شعرت بالحزن، أو بذلت مجهودا ولو بسيطا، أو شربت ولو قليلا من القهوة.
أنا شخصية قلقة جدا، كثيرة التفكير في صغائر الأمور قبل كبائرها، وأتحمل مسؤولية كل من حولي، وأحمل همهم حتى لو لم يكونوا يشتكون شيئا، وهذا الشيء يزيد من أعراضي، وأنا أعلم ذلك، لكني غير قادرة على إيقاف ذلك التفكير، وخاصة في أمراض القلب، أصبحت إذا أصابني شيء من الحموضة أعتقد أنها أزمة قلبية.
أرجوكم ساعدوني للخروج من هذه الدائرة، فأنا أخاف أن تصيبني أزمة قلبية حقيقية من كثرة الخوف والتفكير، أفيدوني أفادكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Remo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية.
رسالتك واضحة جدًّا، وأنت لديك ظاهرة نفسية وليست مرضًا نفسيًا، وهذه الظاهرة هي قلق المخاوف الوسواسي، ومخاوفك -كما تفضلتِ- هي من الإصابة بأمراض القلب.
هنالك أسباب جلية وواضحة لمعاناتك من هذه الظاهرة، أولها: كما تفضلت وذكرت أن البناء النفسي لشخصيتك يحمل سمات القلق والحرص على تحمُّل المسؤولية، ويقظة الضمير واضحة جدًّا لديك، وكذلك المثابرة.
وأرجو أن ألفت نظرك لشيء مهمٌّ جدًّا، وهي أن الشخصية القلقية قد تُصاب بأعراض من النوع الذي حدث لك، لكن في ذات الوقت القلق هو الذي يدفع نحو النجاح ونحو المثابرة ونحو تحسين الدافعية، فاطمئني -أيتها الابنة الفاضلة- أنه ليس كله شر.
السبب الثاني: هو وجود الارتخاء البسيط الموجود في الصمام المايترالي، هذا قطعًا من الناحية النفسية والسيكولوجية يتضخم لديك كعرض، ويجعلك مشغولة جدًّا به، بل يتعدَّى تفكيرك إلى الإصابة بالذبحات القلبية وخلافه، وقطعًا الشعور بالآلام في منقطة الصدر كالنغزات هو نوع من التماهي المرضي، ليس لديك أبدًا مرض يُسبِّب نغزات في الصدر، إنما هي انقباضات عضلية ناتجة من الهمِّ النفسي المتعلِّق بالخوف من الإصابة بأمراض القلب.
والسبب الثالث: هو أنك طالبة في كلية الطب، وطلاب الطب يُصابون بمتلازمة المعطف الأبيض، المحيط الذي تعيشين فيه هو محيط الأمراض، والحديث عنها والصحة والتشافي والعلاج.
هذه هي الأسباب التي جعلتك -أيتها الفاضلة الكريمة- تعانين من هذه الظاهرة، والعلاج يكون من خلال التحقير والتجاهل التام، والتوكل، وأن تعيشي حياة صحيَّة، بمعنى أن تنامي مبكرًا، وأن تمارسي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة، وأن تطبقي بعض التمارين الاسترخائية، وأن تحرصي على نظامك الغذائي، وأن ترفهي عن نفسك بما هو طيب وجميل، وأن تُحسني إدارة وقتك -هذا مهمٌّ جدًّا- وأن تحرصي على الدعاء وتلاوة القرآن والذكر، خاصة أذكار الصباح والمساء.
النوم الليلي المبكر يُتيح لك فرصة الترميم الكامل للوجدان وللعواطف وللجسد وللنفس، والاستيقاظ المبكر والبكور فيه خير كثير، واتضح الآن أن كل المواد العصبية الدماغية الإيجابية تُفرز في الصباح. تُتاح لك فرصة بعد صلاة الفجر أن تدرسي لمدة ساعة مثلاً، وهذا إنجاز عظيم جدًّا يجعلك مطمئنة جدًّا بقية اليوم.
أيتها الفاضلة الكريمة: في حالتك لا أرى الأدوية ضرورية، لكن في ذات الوقت أرى أن تناول جرعة بسيطة جدًّا من عقار مثل الـ (سبرالكس) لمدة ثلاثة أشهر، سيكون مفيدًا جدًّا لك، وسيبعث فيك شيئا من الطمأنينة.
جرعة السبرالكس التي أراها هي خمسة مليجرامات فقط، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات، علمًا بأن الجرعة العلاجية هي عشرين مليجرامًا في اليوم، لكن أنا فقط أريدك أن تتناولي هذه الجرعة البسيطة من دواءٍ ممتازٍ ونظيفٍ وراقٍ ولا يُسبِّبُ الإدمان، ولا يؤثِّر على الهرمونات النسوية، تناوليه لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عنه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.