أخي يضحك ويبكي بلا سبب ويحب العزلة، فما تشخيص حالته؟
2018-04-08 06:26:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشكر الجزيل لكم موقع إسلام ويب، وجزاكم الله خير الجزاء.
دكتور لو سمحت أريد أن أستشيركم بخصوص أخي.
أخي عمره 25 سنة، يحب العزلة، ويدخن بشراهة، ويضحك وحده كثيرا، وبعض الأحيان أمام الناس، وإذا سألته قال أنه يتذكر أشياء قديمة، وبعض الأحيان نجده يبكي وحده في الغرفة، يبكي بدون سبب، يمشي كثيرا بين الغرف في حركة مستمرة، وينظر إلى المرآة كلما مر بجانبها، ويستحم في اليوم أكثر من مرة، ويسرح كثيرا، وتجميعه في الثانوية العامة عال، وَلَكِن تعثرت دارسته الجامعية، ودخل أكثر من جامعة ولم يكمل أكثر من شهر.
ذهبنا إلى أكثر من دكتور، وجرب أنواعا كثيرة من الأدوية والإبر والصعق الكهربائي، ودخل المستشفى، وحالته الآن مثلما شرحتها في الأول يا دكتور، لم يتحسن، وآخر دكتور ذهبنا إليه شخص الحالة على أنها ذهان ثنائي القطب، والآن لا يأخذ أدوية، ساعدنا يا دكتور إذا سمحت، ما الحل؟
شكرا جزيلا، الله يجزاكم خيرا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى لأخيك العافية والشفاء، وأشكرك على اهتمامك بأمره، وثقتك في الشبكة الإسلامية.
وصفك واضح وجيد وطيب، وهذا الأخ قطعًا يُعاني من علَّةٍ نفسية رئيسية، أسألُ الله تعالى له العافية والشفاء.
الطبيب ذكر لك أنه يُعاني من ذهان ثنائي القطبية، هذا تشخيص أساسي ورئيسي، وقطعًا الطبيب الذي شخَّص هذا التشخيص لا بد أن يكون له مسانيد وأسانيد علمية كثيرة.
من ناحيتي: أرى أن جوانب الفصام قد تكون أقوى في حالته، لكن هذا ليس اختلافًا كبيرًا بيني وبين الأخ الطبيب الذي قام بالتشخيص، وكما ذكرتُ لك (مَن رأى خيرٌ ممَّن سمع)، قطعًا الزميل الذي فحصه في وضعٍ أفضل مني، المهم هو علاجه.
الأدوية علاج رئيسي، والأدوية يجب أن يستمر عليها، وكما تفضلت وذكرتَ من أكبر العثرات والمشاكل مع هؤلاء الأخوة والأبناء - عافاهم الله - هو عدم الالتزام بالعلاج، وعدم الالتزام يأتي من أن المريض لا بصيرة له، غير مرتبط بالواقع، حكمه على الأمور غير صحيحة، لذا هو تحت مسؤوليتنا نحن - أنا وأنت وغيرنا - ولا بد أن نضمن أنه قد أخذ وتناول الدواء. هنالك طُرقٍ كثيرة لأخذ العلاج، منها:
- أن يتولى هذا الأمر شخص واحد في البيت، ويكون ذا علاقة طيبة معه، ويعطيه الدواء بيده، هذه طريقة.
- أو أن يُعطى الإبر والحقن الشهرية، أو التي تُعطى كل أسبوعين، هذه قد لا تكون كافية وحدها، لكنها أيضًا تُساعد في العلاج.
- أو أن يُدخل هذا الأخ المستشفى حتى ولو بصورة جزئية، أي أن يذهب ما يُسمَّى بالمستشفى النهاري، يوميًا يذهب، يقضي بعض الساعات مع الأطباء والمعالجين وبقية المرضى، وهذا فيه الكثير من التأهيل الممتاز، وأنا أحسبُ أن هذه الخدمة متوفرة في الأردن، لأن خدمات الطب النفسي متقدمة هناك، هذه كلها - أخي الكريم - وسائل علاجية.
يوجد دواء يُسمَّى (كلوزابين)، هذا دواء نعتبره الدواء الأخير والأفضل لعلاج مثل هذه الحالات، يُعاب عليه أنه قد يُسبّب بعض الآثار الجانبية، لكنه إذا أُعطي بانضباطٍ وبروتوكولٍ مُعيَّنٍ - وكان هناك فحصًا دوريًّا للدم؛ لأن هذا الدواء يُخفِّض من مستوى الدم الأبيض، وهذا يحدث في حوالي 2% من الناس - لن تحدث مشاكل مع هذا الدواء، ونحن لدينا -الحمد لله- في المكان الذي أعملُ فيه تجارب ممتازة جدًّا مع هذا الدواء، وهو معروف لجميع الأطباء، لأنه دواء ليس جديدًا.
هذا الأخ إذا ضمنَّا أنه يمكن أن يُدخل المستشفى لفترة شهرين مثلاً يمكن أن يُعطى الكلوزابين، لأنه سوف يفيده كثيرًا.
فيا أخي الكريم: هذه هي الوسائل العلاجية، وعليكم بالصبر، و-إن شاء الله تعالى- أنتم مأجورون على ذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.