حائر بين فتاتين.. فانصحوني أيهما أختار؟
2018-04-18 02:17:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب مغترب عن وطني، وأريد الزواج بإحدى فتاتين:
الأولى: فتاة لم تكن لها علاقات بالشباب حسنة الخلق والسمعة، تقدمت لها ولكنها اشترطت علي أنه لا بد من عمل خطبة ثم فرح بقاعة أفراح، ولكنني أبيت بسبب غيرتي الشديدة، وهذا شرطها، وأهلها للزواج.
الثانية: فتاة حسنة الخلق لم أر ببلدي أجمل منها، حافظة لكتاب الله، منتقبة، بالإضافة إلى أنني أعلم أن قلبها يميل لي، ولكن ما يحزنني أنها كانت على علاقة بشاب منذ زمن ثم أنهت تلك العلاقة بعدما أحست بالذنب، ثم ذكر لي وسيط ميلها لي. لا بنفسي خيرا ولا أدعى التدين ولكنها تظن ذلك، وأعلم أن كل شروطي ستنفذ، ولكن ما أحزنني هو فعلها القديم خاصة وأنا لم أرتبط ببنات قط سابقا، فمن أختار الأولى أم الثانية؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ فاتح الأندلس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيها الولد المبارك- وردا على استشارتك أقول:
إن من أهم الأمور في أمر الزواج أن يتوفر في شريكة الحياة الصفات التي أرشدنا لها نبينا عليه الصلاة والسلام كما قال: (تنكح المرأة لأربع لدينها وجمالها ومالها وحسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ومعنى تربت يداك التصقت بالتراب فلا خير في زوجة لا دين لها ولا بركة فيمن كانت سبب فقر زوجها.
لقد توفر في الفتاة الثانية كونها صاحبة دين وخلق، وهذا يجعلك تختارها على الأولى، إضافة إلى توفر الجمال كما وصفتها أنت به وهذه نعمة من الله تعالى؛ لأن الجمال بجانب الدين والخلق يجعل النفس تسكن إلى المرأة، ويكون ذلك من دواعي استقرار الحياة الزوجية.
ثبت في الحديث الشريف قوله عليه الصلاة والسلام: (ألا أخبرك بخير ما يكتنز المرء؟ المرأة الصالحة؛ إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته)، وهذا متوفر في الثانية (الصلاح والجمال) ومستعدة لتنفيذ ما تطلبه منها.
فعلها القديم في خبر كان ولا ينبغي أن تلتفت إليه، ولا أن تنبش عنه بحال من الأحوال كونها قد تابت، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
احذر أن تناقشها في هذا الموضوع، بل لا تسمح لها أن تذكره لك؛ لأن ذلك من مداخل الشيطان الرجيم التي يريد بها أن يفسد العلاقة بين الزوجين، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)، ولم يُستثن أحدٌ من الوقوع في الذنب سوى أنبياء الله ورسله، فأنت إن كان الله عصمك، ولم تتعرف على بنات إلا أنك لا تستطيع أن تبرئ نفسك من الذنوب الأخرى كالغيبة والنميمة وبعض النظرات وما شاكل ذلك.
أوصيك أن توثق صلتك بالله تعالى، وأن تجتهد في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح.
بجانب هذه الاستشارة صل صلاة الاستخارة، وادع بالدعاء المأثور، وتوكل على الله تعالى في التقدم للفتاة الثانية فإن سارت الأمور بيسر وسهولة فاعلم أن الله قد اختارها لتكون زوجة لك، وإن تعسرت الأمور وانسدت الأبواب فهذا دليل على أن الله صرفها عنك فانظر غيرها.
نصيحتي لك كذلك أن تتعرف على حياة والدتها مع والدها هل هي مستقرة أم أنها نشأت على مشاكل بينهما، والمقصود بالمشاكل التي تعصف بالأسرة وتتسرب إلى خارج البيت، وإلا فكل زوجين تحدث فيما بينهما اختلافات يسيرة بسبب اختلاف البيئة التي عاشا فيها.
عليك أن تتعرف كذلك على حيوات أخواتها مع أزواجهن إن كان لها أخوات؛ لأن البنت في الغالب تكتسب صفات التعامل مع الزوج من أمها.
أوصيك أيها الولد المبارك أن تحسن العشرة، وأن تعود نفسك على هدوء الأعصاب، والابتعاد عن العصبية، وأن تعود نفسك على غض الطرف في بعض التصرفات، وأن يكون لديك الحكمة في إدارة شئون البيت، وأن تكون رفيقا فخير الناس خيرهم لأهله كما قال عليه الصلاة والسلام.
هذه نصيحتي لك وكأنك أحد أبنائي، والمستشار مؤتمن آمل أن ينفعك الله بما ذكرت لك.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق.