كيف أنسى شخصا كانت بيني وبينه علاقة؟
2018-04-29 05:28:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أريد نسيان شخص تركني وهو يكرهني وأنا أحبه على الرغم من مضي 4 سنوات على فراقنا، وعلاقتنا لم تدم إلا 3 أشهر، ثم تركني لأنه اخذ عني فكرة أني متكبرة، وأنا الآن فقدت ثقتي بنفسي، آخذ أدوية اكتئاب، لكن لم أحك للطبيب عن القصة، أريد أن أنسى، تعبت، أرجوكم ساعدوني!
شكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Manel حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
قد يصاب الأنسان بمرض التعلق؛ لكونه خالف القيم والتعاليم التي علمنا إياها ديننا الحنيف، واتبع تقاليد أعداء الدين، فدين الإسلام أراد من المرأة أن تغض بصرها، وأن تبتعد عن مخالطة الرجال، ولا تبني معهم أي علاقة خارج إطار الزوجية، بخلاف أعداءنا الذين أطلقوا العنان للمرأة تتصرف بما تريد، وكيفما تريد، ومتى تريد، فتبني علاقة الحب، وتخرج وتدخل مع صديقها، وتختلي به ووو إلخ.
الزواج رزق ونصيب، ولا يستطيع الإنسان أن يتحكم به، فيصر على الزواج بمن يريد وبالوقت الذي يريد، فالأمور كلها بيد الله، وتسير وفق ما قضاه وقدره سبحانه وتعالى، لكن من فقد هذه المعاني إن لم يستطع تحقيق ما يريد أصيب بالهلوسة والجنون والكآبة والقلق، وربما انتحر عياذا بالله.
ضعف الإيمان يوصل الإنسان إلى شفى الهاوية ما لم يتداركه الله برحمة من عنده، ويبدو لي أنك ما وقعت فيما وقعت فيه إلا بسبب ضعف إيمانك، ولو كنت صاحبة إيمان قوي لما تعرفت على ذلك الشاب، ولما بنيت معه علاقة حب أوصلتك إلى حالك الراهن.
لعل الله أراد بك خيرا حين صرف هذا الشاب عنك، فلعله غير مناسب لك، وإن كنت ترين أن ظاهره أنه مناسب، واسمعي لقول الله تعالى: (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
إذا كانت هذه صفاته ولم ترتبطي به بعد فكيف كان سيتعامل معك بعد الزواج؟ فلم التحسر على شخص هذه صفاته تركك لأتفه الأسباب؟
فينبغي أن تحرصي كل الحرص أن يكون شريك حياتك صاحب دين وخلق، ولا تغتري بالمظهر أو غيره يقول عليه الصلاة والسلام: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها وإن كرهها سرحها بإحسان.
أنت لست متكبرة، ولكنه فسر الأمور بطريقة خاطئة، أو أنه أراد التخلص منك كونك لم ترضخي له في بعض طلباته منك، فلم يجد ما كان يصبو إليه، فرماك بهذه التهمة ليتخلص منك.
لا تفقدي ثقتك بنفسك، بل كوني واثقة منها، واعلمي أن علاجك في تذكر صفاته السلبية، وماذا كان يريد منك.
هذا أمر مضى وطويت صفحته فلا تفتحيها مرة أخرى، وافتحي صفحة جديد بيضاء في حياتك، ومارسي حياتك بشكل اعتيادي.
وثقي صلتك بالله تعالى، واجتهدي في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح، واعلمي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
كل شيء بقضاء وقدر وأقدار الله كلها خير للمؤمن والمؤمن يتقلب بين أجري الصبر والشكر كما ورد في الحديث: (عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ).
تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسليه سبحانه أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة.
أكثري من تلاوة القرآن الكريم واستماعه، وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك بإذن الله تعالى، كما قال سبحانه: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
الزمي الاستغفار، وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أعظم أسباب تفريج الهموم والكروب ففي الحديث: مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا ، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا ، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يوفقك ويأخذ بيدك إنه سميع مجيب.