الشعور بالتأفف عند تنظيف القاذورات هل هو طبيعي؟
2018-04-26 06:30:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
الشخص الذي يقرف بسرعة ولا يتحمل تغسيل القاذورات، مثلاً الناس يتفاوتون في ذلك، فهناك أناس تتحمل مثلاً تغسيل والديهم كبار السن والمعاقين، بشكل طبيعي، لكن هناك أشخاص تتأفف من هذا الشيء، وتبدأ تضايقهم المشاهد في ذهنهم.
على سبيل المثال اضطررت لفعل ذلك لوالدي، ولم أستطع أن أنام تلك الليلة!
هل هذا الشيء بسبب الاكتئاب أو بسبب علة نفسية معينة؟ ولماذا البعض لا يشعر بهذا الشيء؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فكما تفضلت، الناس تتفاوت في تحملها لما يمكن أن نصفه بأشياء قد تتأفف منها النفس، لأنها غير نظيفة، وتمثل نوعاً من الأوساخ، لكن هذا الأمر أيضاً حقيقة له جانب فكري وجانب معرفي كبير جداً، وهو إذا عرف الإنسان القيمة أو قيمة ما يقوم به لا أعتقد أنه سيتأفف منه أو يحس بأي نوع من الخوف.
في حالتك مثلاً أنت قمت بتنظيف والدك وهذا أمر عظيم، هذا أمر يجب أن تكافئ نفسك عليه من خلال قبوله وأن تحمد الله تعالى أنه فتح لك باب الخير هذا، لأن هذا لا يتاح لكثير من الناس.
إذاً المنظومة الفكرية هي التي تحدد تفاعلنا مع مواجهة القاذورات أو الأوساخ نقبلها أو نرفضها، إذا كان الأمر مثلاً لا يتعلق بتنظيف والدك قد يكون لديك العذر، لأن تتأفف من الموقف، لكن لا في مثل هذه الحالة على العكس تماماً يجب أن تقدم عليها بكل أريحية وفرحة وانبساط، لأن الله تعالى قد فتح لك باباً من أبواب الجنة، فالرابط الفكري مهم جداً للرفض أو القبول مثل هذه المواقف، فأقدم على العناية بوالدك بكل أريحية وبكل رضا وصبر، وسوف تحس أن هذا العمل الذي تقوم به فعلاً عمل جميل وعظيم وجليل، ولن يحدث لك أي مخاوف أو رفض يجب أن تقوم به.
أنت لست مكتئبا، لكن مع احترامي الشديد أقول لك لم تدرك الإدراك التام أهمية ما تقوم به، وإن شاء الله تعالى من هنا تبدأ مسيرة جديدة في انتهاز الفرصة لأداء هذا العمل الكبير والعمل الجميل والعمل الجيد بصورة أكثر قبولاً ودون أي تحرج أو تخوف.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.