دواء (لسترال) هل يخفي أعراض الاكتئاب؟
2018-05-02 02:27:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي استفسار، وأرجو الرد على طلبي، أنا أتناول الآن دواء لسترال 100 جرام، والحمد الله النتائج جيدة، ولكن ليس هو المطلوب، فأنا الآن أتناول الدواء منذ شهرين، فهل دواء اللسترال يقوم بنتيجة فعالة أكثر عند الاستمرار عليه؟
ثانيا: دواء لسترال مع الاستمرار لمدة 6 أشهر هل يخفي أعراض الاكتئاب؟ وهل هو ضار على الجسم عند تناوله لفترة طويلة؟ أريد المساعدة، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، لا شك يا أخي أن عقار لسترال والذي يعرف باسم سيرترالين هو من أفضل الأدوية التي تعالج الأكتئاب النفسي، وهو من أسلمها وآثاره الجانبية قليلة جداً ولا يسبب بالإدمان، وهذه الجرعة الجرعة 100مليجرام هي جرعة وسطية ممتازة جداً.
أخي الكريم: فترة الـ 6 أشهر هي فترة معقولة لتلاشي سمات وأعراض الاكتئاب النفسي، إن لم يكن كلها فعلى الأقل جلها.
والعلاج دائماً نحن نقسمه علمياً لثلاثة مراحل، مرحلة البداية أو المرحلة التمهيدية، وبعد ذلك تأتي المرحلة العلاجية ثم المرحلة الوقائية وهي مهمة جداً، وكثير من الناس الذين يعانون من اكتئاب نفسي شديد إلى متوسط يحتاجون إلى الجرعة الوقائية بعد انقضاء الفترة العلاجية والتي قد تستمر إلى 6 أشهر، فيا أخي الكريم الدواء هذا ليس ضارا أبداً على الجسم، وهو من أفضل الأدوية حتى لكبار السن، ومهما طالت مدة العلاج فلا خوف منه إن شاء الله أبداً.
لكن طبعاً الإنسان إذا كان يتناول أي دواء حتى البنادول حتى الأسبرين يجب أن يقوم بفحوصات دورية، الفحوصات الأساسية، معرفة مستوى الدم، مستوى السكر، وظائف الغدة الدرقية، وظائف الكبد، الكلى، مستوى الدهنيات، هذه يا أخي الفحوصات البسيطة والأساسية والتي يجب أن يقوم بها الإنسان على الأقل مرة كل 6 أشهر، وهي أصبحت زهيدة التكلفة جداً إن لم تكن مجاناً، هذه يا أخي الكريم هي الممارسة الأفضل في الطب.
أضف إلى ذلك حقيقة أخرى مهمة جداً وهو أن علاج الاكتئاب ليس دوائياً فقط، العلاج النفسي المعرفي الذي يقوم على مبدأ التفكير الإيجابي، العلاج الاجتماعي والذي يقوم على مبدأ التواصل الاجتماعي الفعال، والعلاج الإسلامي الذي يقوم على مبدأ التوكل والتدبر والتأمل واليقين التام بأن الله تعالى هو الشافي وأن الإنسان يجب أن يأخذ بالأسباب، وأن يحرص الإنسان على صلاته وعلى الدعاء وتلاوة القرآن وأن يعامل الناس بخلق حسن وأن يصل رحمه وأن يكون باراً بوالديه، أخي الكريم هذه كلها علاجات.
والذي نؤكده الآن ومن خلال تجاربنا وممارستنا للطب النفسي أن العلاج الاجتماعي والعلاج الإسلامي والعلاج السلوكي النفسي تزيد من فعالية الدواء، والدواء يزيد من فعاليتها، فإذاً هنالك نوع من التعاضد ما بين هذه المكونات العلاجية الأربعة ويجب أن يأخذ بها الإنسان جميعاً ليعود عليه النفع العلاجي التام..
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد