أعاني من ضيق وغثيان وعدم رغبة في مخالطة الناس

2018-05-02 04:46:35 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

مشكلتي لا أعرف لها سبباً، ولا حلاً، أرجو مساعدتكم، جزاكم الله خيراً.

أنا بعمر22 سنة، منذ أن كنت في الثاني متوسط لم أكمل دراستي، لأني شعرت بعدم الرغبة في إكمال الدراسة، وضيق وعدم الرغبة في مخالطة الناس، وأجبرني أهلي على إكمال الدراسة وأكملتها منازل، وليس انتظاماً، وبين كل فترة أشعر بضيق وقلة تركيز، وأبتعد عن مخالطة الناس، وأحياناً أشعر بغثيان واستفراغ.

ذهبت للأطباء وعملت تحاليل وأشعة، ولله الحمد، كانت النتائج كلها سليمة، وذهبت للقرَاء وأخبروني أنه لا يوجد عين ولا شيء، وأحياناً في بعض الفترات أشعر بتحسن، وفي السنتين الأخيرة زاد عندي الضيق وقلة تركيز، وقلة نشاط وخمول، وأشعر بتشوش في الدماغ، وصعوبة في التخاطب، وغثيان واستفراغ، وذهبت للأطباء، وأيضاً -ولله الحمد- كانت النتائج طيبة.

كذلك هذه الرسالة التي أرسلتها لكم ساعدتني أختي في كتابتها، لأني لا أستطيع التركيز في الكتابة ولا القراءة! أفيدوني.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الإنسان لا بد أن تكون لديه الدافعية، ولديه الرغبة ليقوم بعمل الأشياء حتى يُنجزها الإنجاز الصحيح، والدراسة وقيمة العلم إذا لم يُدركها الإنسان الإدراك الذي يجعله يهتمّ اهتمامًا كبيرًا ليكون من المتميزين، هنا ستقلّ الرغبة في الدراسة، ويحس الإنسان بالضيق، وتأتيه أعراض جسدية وأعراض نفسية، مثل النوع الذي تحدثت عنه، وتُبعده عن دراسته، ويضعف لديه التركيز والدافعية والرغبة، ويكون التكاسل والانسحاب الاجتماعي هو منهجه.

أخي الكريم: عدم استشعار قيمة العلم أعتقد هو الذي أوقعك في ذلك، أنا لا ألومك أبدًا، لكن أود أن أفسّر لك هذه الظاهرة، وفي ذات الوقت ربما يكون أصلاً لديك القابلية والاستعداد للقلق وشيء من الاكتئاب وعسر المزاج، وهذا أيضًا سيطر عليك.

إذاً تشخيص حالتك هو أنك قد أصبت بما يمكن أن نسميه بالقلق الاكتئابي البسيط، وفي ذات الوقت حدث لك شيء من التقاعس والتهاون، ولم تفكر في المستقبل بصورة جيدة وإيجابية، مما زاد عليك في الأعراض.

أيها الفاضل الكريم، ابدأ بداية جديدة، أنت -الحمد لله- في بدايات سِنِّ الشباب، والله تعالى حباك بقدرة وقوة وخبرة ومهارات وإمكاناتٍ كبيرة، فيجب أن تدفعها لتستفيد منها.

- لا بد أن تكون حاسمًا جدًّا مع نفسك، وأن تكون أيضًا غير متهاون، أن تقوم بأداء الأشياء في وقتها، لا تأجيل، لا تراخيًا، لا تكاسلًا، لا تبريرًا، وأن تعمل لنفسك جدولاً يوميًا تطبقه كما هو، الجدول يحتوي على النوم الليلي المبكر، لأنه يفيدك كثيرًا، ويقوي من طاقاتك في الصباح، والاستفادة من البكور، لأنه خير الأوقات، ويحسن فيه التركيز، وتُفرز فيه المواد الكيميائية الدماغية، وبعد ذلك تنطلق في الحياة، في محيط عملك، والعمل لابد أن تعمل، لأن العمل هو الركيزة الأساسية التي من خلالها يطور الإنسان مقدراته وتفاعلاته الاجتماعية الإيجابية.

بعد العمل تأخذ قسطاً بسيطاً من الراحة، تتناول طعامك، تتواصل اجتماعيًا، الصلاة يجب أن تكون في وقتها ودون أي مساومة أو تراخٍ، أن تصل أصدقائك ورحمك.

هكذا هي الحياة – أيها الفاضل الكريم – وإن شاء الله تعالى يتحسَّن لديك التركيز والقدرة على التواصل الاجتماعي الجيد بانتهاجك لهذا المنهج.

ضعف التركيز يتحسَّن من خلال تلاوة القرآن، لكن حتى نتلو القرآن بصورة صحيحة يجب أن نتعلمه مشافهة ومن أحد المشايخ.

اجعل غذاءك غذاءً طيبًا ومتوازنًا، هذا أيضًا يساعدك كثيرًا على حسن التركيز، وأن تكون لياقتك الجسدية في أحسن حالاتها.

بر الوالدين يدفع عنك الخمول والكسل والتشويش، ويشعرك بالسعادة وراحة داخلية، والرياضة المتواصلة غذاء للنفس وللجسد، ومروّضة، ومفيدة، وتبعث القوة أيضًا والأمان في الإنسان.

أيها الفاضل الكريم: أنت أيضًا تحتاج لعلاج دوائي بسيط، لكن الإرشادات التي ذكرتها لك هي الأهم، من أفضل الأدوية التي سوف تفيدك عقار (سبرالكس)، تحتاج له بجرعة صغيرة، ابدأ بخمسة مليجرام – أي نصف الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناولها ليلاً لمدة أسبوع، ثم اجعلها عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناوله.

أرجو أن أكون قد وجَّهتُ لك النصح اللازم، وعليك أن تتبع ما ذكرته لك من إرشاد، والتزم في تناول الدواء.

وللفائدة راجع علاج التشتت وعدم التركيز سلوكيا: (226145 - 264551 - 2113978).

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

www.islamweb.net