هل مضاعفات الوسواس القهري كضعف الذاكرة يمكن أن تختفي بمعالجة الوسواس؟
2018-05-10 03:43:00 | إسلام ويب
السؤال:
في البداية أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع، وأن يجعل الله كل هذا في ميزان حسناتكم.
أنا طالب طب في السنة الرابعة، متفوق جدا، والحمد لله دائما من أوائل الدفعة، مشكلتي هي الوسواس القهري -والحمد لله- على كل حال، فهذا الابتلاء أعتبره نعمة، وليس نقمة هذا الوسواس يأتيني على شكل أفكار من الأشخاص، فمثلا عندما أتخاصم مع شخص تضل الفكرة تراودني حتى أتصالح مع الشخص وخاصة أيام الامتحانات يأتيني بقوة وأرجح سببه هو كوني مصابا بالبهاق الطرفي، وعانيت بسببه الكثير من الضغوطات في صغري، كان السبب في ظهور الوسواس القهري، ولعل كل هذه المعاناة هي سبب تميزي.
كما أني أعاني من ضعف في الذاكرة المكانية، وهذا بسبب الوسواس القهري.
سؤالي هو: هل مضاعفات الوسواس القهري كضعف الذاكرة المكانية تختفي أن عالجت الوسواس القهري أم لا؟
أرجو منكم شرحا مفصلا، وفي الأخير تقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ dada حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فكما تعلم: الوسواس القهري هو في المقام الأول أفكار تتردد، تتكرر عند الشخص بصورة مستمرة، يحاول مقاومتها، ويفشل، وتُسبّب له قلقا وتوترا، ويكون الوسواس القهري مرضيا عندما تستغرق هذه الأفكار وقتًا طويلاً في اليوم، أي أكثر من ساعة يوميًا، وتُسبِّبُ ضيقًا وتوترًا للشخص، وقد يتغيَّر مضمون الوسواس – أو الأفكار نفسها قد تتغيَّر مثلاً من أفكار دينية إلى أفكار عنف أو – كما ذكرتَ أنت – حتى أفكار لأشياء تحصل في حياتك، المهم التكرار، وعدم القدرة على المقاومة، وحدوث الضيق: هذه هي السمات العامة للوسواس القهري الاضطراري.
وطبعًا الوسواس القهري – أخي الكريم – ومقاومته تُشكّل حيِّزًا كبيرًا من طاقة الشخص وتفكيره، ولذلك تؤدي إلى ضعف الانتباه والتركيز، وهذا بدوره يؤدي إلى ضعف الذاكرة المكانية، فإذًا مرض الوسواس القهري له علاقة مباشرة بضعف الذاكرة المكانية؛ لأن الذاكرة تتكوّن من (انتباه، وتسجيل للمعلومة، ثم تخزين، ثم استدعاء)، والوسواس القهري يؤدي إلى مشكلة في تسجيل المعلومة، وهنا يكون ضعف الذاكرة.
فإذًا علاج الوسواس القهري – أخي الكريم – يُساعد بإذن الله في تحسُّن الذاكرة بدرجة كبيرة، وكما تعلم فالعلاج إمَّا أن يكون دوائيًا أو علاجًا سلوكيًا معرفيًّا، والأفضل الجمع بين الاثنين، لذلك أنصحك – أخي الكريم – بمقابلة طبيب نفسي لإعطائك العلاج والإشراف منه على علاجك، والمتابعة معه.
وفقك الله وسدد خطاك.