تعثرت دراسيا بالسنة الأخيرة في الجامعة فهل من نصيحة؟
2018-06-24 22:19:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا في السنة الأخيرة في الجامعة، ورسبت في امتحانين رغم أنني من الطلاب الجيدين، والآن نفسيتي محطمة، أريد كلاما يحفزني ويذهب الطاقة السلبية التي تسيطر علي بسبب الرسوب، علما بأن كل أصدقائي نجحوا، أنا محطم، وأشعر بأنني فاشل، أرجوكم أنقذوني، وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الحبيب- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك وأن يكتب لك التوفيق في حياتك، وأن يسمعنا عنك خيرًا.
وبخصوص استشاراتك نود أن نسألك سؤالا: هل رأيت فاشلا في الحياة يبحث عن النجاة؟ هل رأيت فاشلا في الحياة يتحدث عما فقد وكيف يتجاوز عسرته؟ أنت لست فاشلا، ذلك أن الفاشل هو من يرضى بالدونية في كل حياته، لا يسعد إلا إذا كان في ذيل القائمة، وأنت -يرعاك الله- على عكس ذلك تماما، أنت -أخي- فتى متعثر لا فاشل، فاحفظ عنا هذا القول، وردده على مسامعك حتى تزيل الوهم الذي وضعه الشيطان في قلبك، واقتنع به عقلك الباطن تحت تأثير التكرار وعدم المدافعة من قبلك، ردد أنا ناجح ومتميز لكني وقعت والآن سأنهض، أدرك ما فات، وأحصل ما نقص، وألحق بركب المتميزين لأني منهم.
أخي محمد: بعد أن تردد هذا الكلمات على مسامعك لابد أن تعلم أن سفينة نجانك لها شراعان:
الأول: الأمل.
الثاني: العمل.
والنقص فيهما أو في أحدهما سيثبطك فانتبه.
يا محمد: لولا الله ثم الأمل لما استطاع كثير من الناس أن يعيشوا على ظهر هذه الأرض، وهذا الأمل أو التفاؤل كان النبي يغرسه غراسا في حياة أصحابه -صلى الله عليه وسلم- لكن الشيطان أوهمك أن الأمل قد انتهى حتى أوقعك في اليأس، مع أنك تعلم أنك جيد لكنك الشيطان أوهمك بخلاف ما أنت عليه.
يا محمد: لقد رسبت ونجح غيرك، ثم ماذا؟ ما الأمر؟ الأصل أن يجعلك هذا أكثر إصرارا على التحدى وأن يكون بينك وبين بعض المتميزين أشهرا خير من أن يكون أعواما، أو تكون في زمرة أخرى، وهذا ما لا نريده لك ، واقرأ عن إناس مشهورين جدا كانوا قاب قوسين أو أدنى من الفشل، لكن بأمل وعمل وصلوا إلى مصاف العلماء الكبار الذين خلد التاريخ ذكرهم، إقرأ حياة كل من: (أديسون مخترع المصباح الكهربائي، وكاميرا الأفلام، وإنيشتاين مكتشف الظاهرة الكهرو ضوئية وغيرهم كثير)، ساعتها ستدرك أن من أبعد الناس عن الفشل.
يا محمد: قم وانهض، وأمل في الله خيرًا، فلا زلت صغيرا، ولم يفتك القطار أبدًا، بل إن القطار لم ينطلق بعد، وما عليك إلا أن تبذل الأسباب متوكلاً على الله تعالى.
سأذكر لك قصة حقيقة حدثت وقائعها قريبا: أتى شخص إلى أحد المدربين المشهورين، فقال له: أنا أحمل الشهادة الجامعية وعندي رغبة في أن أحصل على الماجستير والدكتوراه، غير أني الآن في الستين من عمري، ولعلي لا أتجاوز السبعين حتى يدركني الموت، فقال له السبعين آتية آتية، فإن شئت أن تموت بشهادتك الجامعية، وإن شئت أن تموت وأنت تحمل الدكتوراه، يقول له ابذل السبب، وأكمل دراستك، فلأن تموت وأنت تحمل الدكتوراه، خير من الشهادة الجامعية، العجيب أن الرجل الآن في الثمانين، ولا زال يتمتع بنشاط كبير، وقد حصل على الدكتوارة وهو يحاضر في أرقى جامعات بلده.
إننا على ثقة بأنك إذا فعلت أربعا تغير حالك:
1- صلة بالله قوية.
2- عزم وتصميم.
3- خطة عملية واقعية لتحقيق أهدافك.
4- صحبة صالحة.
نرجو أن تبدأ من الآن كما نرجو منك أن تخبرنا بصالح حالك، وإننا على ثقة أن أخبارا طيبة ستصلنا منك قريبا، وفقك الله -يا محمد- وكتب الله لك الأجر وأسعدك.