أحس بذنب عظيم بعد فسخ الخطبة، فبماذا تنصحونني؟
2018-08-09 04:55:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
قمت بخطبة فتاة، وبعد مرور عدة أشهر فسخت الخطوبة بسبب تافه ليس إلا، فسبَّبْتُ حالة نفسية وبكاء شديدا للفتاة ولأمها، وقد ندمت لذلك ندما شديدا، فرجعت لخطبتها ثانية لكن أباها رفض وحلف ألا يزوجها لي أبدا، ما الذي تنصحونني به فأنا أحس بذنب عظيم؟ وهل خلف الوعد من الكبائر؟
بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم-، وكان الله في عونك، ومما يمكن أن نشير به عليك هو:
- إذا كانت تلك الفتاة متدينة وذات خلق، فحرصك على خطبتها له وجه حسن، فيمكن أن تنظر في أقرب الناس لأبيها أو صديق له ليقنعه بالموافقة على الخطبة مرة أخرى.
- عليك أيضا أن تدعو الله أن ييسر لك الخطبة، وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله.
- بما أن الفتاة وأمها يبكيان على فسخ الخطوبة، فيمكن أن يكون لهما تأثير على والد الفتاة.
- ثم إنه لم يظهر لي من هو المتسبب في فسخ الخطبة هل أنت أم هم؟ فأنت لم تذكره هذا في الاستشارة، ولهذا فإذا كنت أنت الذي تسبب في الفسخ فهل عدت مرة أخرى للخطبة وأبوها يرفض؟ وأنت أردت أن تصحح خطأك، وبهذا ليس عليك إثم ولا حرج.
- أما إذا كانت فسخ الخطبة جاء من قبل الفتاة أو والدها، فهذا قد يحصل لها في أي وقت من أي طرف كان، وما تعده سببا تافها وغير مقنع للفسخ، قد يكون سببا مقنعا ووجيها عندهم، وأنت لا تريد أن تدين أهلها أنهم أخطأوا في حقك، ولا أن تنكر عليهم ذلك، وإنما تريد إقناع والد الفتاة في العدول عن رفضه، ولهذا فلا حاجة لك إلى معرفة الحكم الشرعي في إخلاف الوعد، فإنه من معلوم أنه محرم، ومن كبائر الذنوب، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ". رواه البخاري.
- واخيرا أعط نفسك وقتا لمحاولة إقناع والدها بالخطبة مرة أخرى، فإذا أصر على رأيه بالرفض، فيمكن أن تبحث عن فتاة أخرى؛ لأن هذا الرفض مع حلف اليمين من قبل أبيها من بداية مشوار الزواج قد يكون فيه خيرا لك بأن المصاهرة معه غير مجدية، ويمكن أن تحدث مشاكل في المستقبل، "فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا".
وفقك الله لمرضاته.