أفتقر إلى الإصرار وقوة الإرادة حتى ألتزم بما أريد تحقيقه، فكيف ذلك؟
2018-09-06 07:05:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
عمري 28 سنة، أعاني من مشكلة عدم الالتزام بالوعد والعهد، مثل: التوقف عن التدخين، المحافظة على الصلوات في أوقاتها، عدم إضاعة الوقت، تخصيص جزء من اليوم لحفظ القرآن الكريم، حيث ألتزم لمدة قصيرة ربما لأسبوع، نصف ساعة بعد كل صلاة، وفي وقت الحفظ أتذكر كل الأشياء التي لم أكملها، مثل: البحث عن منزل آخر، البحث عن عمل، دخول دورة، أشياء يمكن أن تؤجل، لكني أخرج وأقضي تلك الحاجات، وحين أعود للحفظ أفقد الحماس، ولا ألتزم، دائما يحدث معي نفس الأمر، ولم أجد له حلا.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
- المسلم يعيش في هذا الكوكب لغاية عظيمة وهي عبادة الله سبحانه كما قال الله جل في علاه: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)، فينبغي أن تكون هذه الغاية هي المقصد الأسمى من الحياة وبقية الأمور الحياتية تكون معينة للوصول لتلك الغاية.
- لعلك تدرك أن من الصفات المذمومة إخلاف الوعد، وهي صفة من صفات المنافقين والعياذ بالله، يقول عليه الصلاة والسلام: (آية المنافق ثلاث وذكر منها وإذا وعد أخلف).
- قطع العهد مع الله يعد إما نذر وإما يمين، والتي يجب الوفاء بها، فإن أخلف العبد أو لم يف بما نذر فيجب عليه كفارة الحنث، وهي إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعم أهلك أو كسوتهم، فإن لم تجد فتصوم ثلاثة أيام.
- على المسلم أن يحدد أولوياته، فيبدأ بالأهم قبل المهم، وعليه أن يبرمج أوقاته برمجة تامة بحيث يسير وفق جدول مزمن، ويحدد الأماكن التي سينطلق إليها بحيث يبدأ بالأقرب ثم الأقرب حتى لا يستنفذ وقته وجهده.
- حق الرب مقدم على كل الحقوق على سبيل الدوام، ثم بعد ذلك الأولى فالأولى، يقول عليه الصلاة والسلام: (إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولزوجك عليك حقا ولزورك ـ ضيفك ـ عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه).
- قد يلزم المسلم نفسه ويعاهد ربه على فعل شيء أو تركه، لكن قد يضعف إيمانه فلا يفعل أو يعود لما وعد بتركه، وهذا أمر طبيعي كون الإيمان ضعيفا والشهوة غالبة، ومع هذا فلا يعني الاستمرار في ذلك، وإنما على المسلم أن يجاهد نفسه في الفعل أو الترك.
- وثق صلتك بربك واجتهد في تقوية إيمانك من خلال كثرة الأعمال الصالحة، فقوة الإيمان تردع صاحبها عن التوقف عن عمل الطاعة أو العودة للمعصية.
- مجاهدة النفس من أهم العبادات، وهي سبيل للهداية والاستقامة على دين الله سبحانه، يقول تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).
- ترتيب ساعات اليوم والليلة والسير وفق ذلك الجدول وضبطه أمر مهم، فمثلا بالنسبة لتلاوة القرآن إما أن يكون بعد صلاة الفجر مباشرة، أو أن تقرأ ورقتين بعد كل صلاة، وبهذا ستختم جزءا كاملا في اليوم.
- التزم بالنوم المبكر، وابتعد عن السهر، واعمل بالأسباب من أجل الاستيقاظ لصلاة الفجر وحافظ على الصلاة في جماعة.
- صادق الأخيار الذين يدلونك على الخير ويعينونك على أدائه ويقيمون حياتك، فالصديق الصالح تظهر لمساته وبصماته، وكذلك القرين السيء.
- هنالك أعمال يمكن أن توكل من يقوم بها نيابة عنك، وهذا ما يسمى بالتفويض عند الإداريين.
- حتى لو تذكرت أثناء أداء أي عمل من الأعمال، فيمكنك أن تدون ذلك في مذكرة هاتفك، وبعد أن تقضي عملك بحسب الجدول رتب لقضاء ذلك العمل بموجب جدول أعمالك.
- هنالك أعمال تحتاج إلى أن يكون معك زملاء يشاركونك فيها، مثل تلاوة القرآن والحفظ، فإن حصل ذلك فلن تنقطع -بإذن الله-، ولن يذهب حماسك.
- الإنسان يتردد بين النشاط والفتور، والعبرة باستمرار المسلم على الصراط المستقيم، يقول صلى الله عليه وسلم: (إن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك).
- ينبغي أن تأخذ قسطا كافيا من النوم، وتستعين بعد الله بنوم القيلولة بعد الظهر فهي مفيدة، وعليك أن تحسن غذاءك وتمارس الرياضة بشكل منتظم، فهذا مما يبث الحماس والنشاط في جسم الإنسان.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق.