أحس أن الناس تكرهني ولا تحب لي الخير فهل إحساسي صحيح؟
2018-09-25 07:44:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 16 سنة، لا أعلم ما بي إن كان حزنا أو اكتئابا أو ضعف ثقة بنفسي، أحس أن الناس تكرهني، ولا تحب لي الخير حتى أمي وأبي، لدي وسواس من نفسي ومما أفعله وخجل شديد، فهل هذا بسبب العادة السرية؟ أم كثرة التفكير السلبي؟ أم عوامل تربوية أو العين والحسد أو بعدي عن الله؟
مع العلم أنه كان لي صديق عزيز أحببته كثيرا وهو لا يحبني، ويحب أن يستفزني ويضايقني كثيرا وأثر كثيرا في حياتي، مع العلم أن العام الفائت كنت من المحافظين على صلاة الجماعة، وأنا حافظ لأكثر من 32 حزبا، فما هي نصيحتكم لي؟ أرجو الجواب بصراحة على كل أسئلتي. وحفظك الله يا دكتور.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الكريم في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يحفظك ويوفقك، ويصلح لنا ولك الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
لا شك أن أقصر طريق لنيل القبول عند الناس هو الاجتهاد في إرضاء رب الناس، وإذا رضى العظيم عن الإنسان أمر جبريل عليه السلام أن ينادى في الملكوت الأعلى أن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يلقى له القبول في الأرض قال سبحانه وتعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا{ والأمر كما قال ابن عباس إن للطاعة ضياء في الوجه، وانشراحا في الصدر ومحبة في قلوب الخلق، وإن للمعصية ظلمة في الوجه، وضيق في الصدر، وبغضا في قلوب الخلق.
فعد يا بنى إلى ما كنت عليه من المحافظة على الصلاة، وأقبل على الله بقلبك يقبل بقلوب عباده إليك، وسله سبحانه أن يحببك إلى خلقه، وأن يحبب إليك الصالحين منهم، واجعل همك دائما إرضاء الله وإن سخط الناس فإنه من يلتمس إرضاء الناس بسخط الله فإن العزيز يسخط عليه، ويسخط عليه الناس، وقد أدرك العقلاء إن رضا الناس غاية لا تدرك، وأن الناس لا يملكون لأنفسهم فضلا عن غيرهم ضرا ولا نفعا، فجعلوا همهم ومناهم وسعيهم في إرضاء الخالق سبحانه.
ومن أسباب نيل محبة الخالق الموصلة إلى محبة الناس الحرص على ذكر الله وتلاوة كتابه، فحافظ على ما أكرمك الله به واجتهد في إكمال حفظ القرآن، واعلم أن في محافظتك على التلاوة، والأذكار علاج من العين والمس وغيره إن وجدت عندك مثل هذه الأشياء والأذكار وتلاوة الآيات نافعة بحول الله وقوته فيما نزل وفي ما لم ينزل.
وننصحك بتجنب الأفكار السالبة، وتعوذ بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، وعليك بالتفاؤل وحسن الظن بالله، ومن تفاءل بالخير جاءه الخير، وتسلح بالتوكل عليه واستعن به سبحانه، وتذكر أن الشؤم على من تشاءم، وثق بأن الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده.
أما ما ذكرت من ممارسة العادة السيئة فإن لها انعكاسات سالبه، وهي جالبة لجلد الذات والاكتئاب، وقد توصل إلى الانعزال عن الناس، وهي خصم على سعادة الإنسان المستقبلية والأسرية فاشغل نفسك بالطاعات، وعليك بالصوم فإنه وجاء واشغل وقتك بطلب العلم، وفرغ طاقتك الزائدة في العمل والمشي والرياضة، واسأل ربي التوفيق والإعانة.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.