تعرضت لنوبات كثيرة من الهلع والتفكير الدائم في الموت
2018-10-02 10:30:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا بعمر 20 سنة، تعرضت لنوبات كثيرة من الهلع والتفكير الدائم في الموت، وسارت حياتي قاسية حتى ذهبت إلى الأطباء النفسيين، وتناولت علاج (زيروكسات واولابكس) 5 قبل النوم، ولكني أشعر بنبض متحرك في الجسم، ورعشة في قلبي.
منذ 4 شهور أتناول هذا الدواء، وعندي مشكلة صعبة، وهي أني عندما أستيقظ من النوم أحس أن دماغي منفجر، وصوتي مزعج، ولكن ذلك يكون بعد حلم، أريد أن أعرف هل هذا حلم أو انفجار حقيقي؟ وهل له تأثير على الدماغ أم لا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء.
نوبات الهلع والانشغال وتشتت الأفكار والمخاوف شائعة بين الناس، وهي تتفاوت في حِدتها وشِدتها، وأنتَ أحسنتَ بأنك ذهبت إلى الطبيب النفسي.
الآن أنت تحت العلاج الدوائي، والأدوية التي كُتبتْ لك لا شك أنها أدوية ممتازة وفاعلة، والمهم هو أن تلتزم بتناول الدواء في وقته، ويُفضّل تناول الـ (أولابكس) ليلاً لكن في وقتٍ مبكِّرٍ نسبيًّا؛ لأن هذا الدواء يزيد النوم، وإذا تناوله الإنسان في وقتٍ متأخر ربما يحس بشيء من التكاسل في الصباح، وربما يُكون سببًا في ضياع صلاة الفجر، فتناوله مبكِّرًا، بعد صلاة العشاء مثلاً.
أنصحك – أخي الكريم – بأن تتجنب الأطعمة الدسمة ليلاً، ويا حبذا لو كانت وجبة العشاء خفيفة ومبكرة، لأن مشكلتنا أو مشكلة الإنسان عامة هي في وجبة الليل، لأن الله جعل النهار معاشًا والليل سكنًا وسباتًا، وكان الناس عبر آلاف السنين لا يأكلون بعد غروب الشمس على الإطلاق، والآن يأكلون في الليل أضعاف ما يأكلون في النهار، ثم ينامون بعد ذلك، وأثناء النوم تخزن الأغذية في الجسم ولا يُستهلك منها شيء، وما يبقى في المعدة والأمعاء دون هضم يتحول إلى فضلات وتخمة وحموضة وغازات وصراع عنيف داخل الأمعاء مع المحتويات المتخمرة والفضلات السامة والمزاج السيئ.
هكذا تُصبح وجبة العشاء السبب الرئيسي في أمراض السكري والقلب والشرايين، وتشحم الكبد والجلطات وانقطاع النفس، وترهل الجسم، ورائحة الفم الكريهة، وكل ما يخطر على البال من علل.
الحل هو إن كان لا بد من عشاء فليكن نباتيًّا بالكامل، أي أن يأكل الجائع تلك الأغذية الأشد أهمية لصحته وأهمل تناولها في النهار، وهي الفواكه والزبادي وخبز النخالة وغيرها، لا الأطعمة الدسمة، ولا الوجبات السريعة (تيكاوي/takeaway)، ولا المشروبات الغازية، وهكذا تبعد -إن شاء الله- هذه الصعوبات التي تجدها في النوم، وما يأتيك من أصواتٍ مزعجة وكأن دماغك يريد أن ينفجر، هذا سيقلُّ كثيرًا.
أيضًا مارس الرياضة، رياضة المشي، رياضة الجري، رياضة لعب كرة القدم، رياضة السباحة، هذه كلها تُطور من صحتك النفسية وتزيل عنك القلق والتوتر، أضف إلى ذلك سوف تُحسِّنُ كثيرًا من تركيزك، وقطعًا الرياضة تُحسّن النوم كثيرًا.
لا تتناول الشاي والقهوة أو محتويات الكافيين بعد الساعة الخامسة مساء، فالكافيين حين يكون بتركيزات عالية يضرُّ كثيرًا بالصحة النفسية والنومية لدى الإنسان.
أنت محتاج لأن تمارس تمارين استرخائية بكثافة، لأن الاسترخاء الجسدي يؤدي إلى استرخاء نفسي، ويجعلك أكثر طمأنينة، ويختفي إن شاء الله تعالى شعورك بالرعشة وما ساورها.
راجع مع طبيبك، فالالتزام مهمٌّ.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.