الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.
الإنسان قد يتقلَّب مزاجه من وقتٍ لآخر، والذي أراه في حالتك هو نوع من الإجهاد النفسي والجسدي البسيط، ربما تكون قد ضغطتَّ على نفسك في موضوع المذاكرة، وربما يكون لديك مخاوف حول نتائج الامتحانات، وهذا قد يولِّد لدى الإنسان شيء من الشعور بالإنهاك وافتقاد الدافعية والرغبة.
أيها الفاضل الكريم: الحمد لله أنت بخير، أنت شاب ملتزم، في بدايات سِنِّ الشباب، من الواضح أنك صاحب مهارات عالية واستقامة، وهذا لن يأخذه منك أحد، هذه ثوابت موجودة في ذاتك، وما حدث لك الآن من تغيُّر مزاجي وشعور بالإجهاد هو أمرٌ مؤقت من وجهة نظري، فكل الذي تحتاج له هو أن تكون إيجابيًّا في تفكيرك، وأن تثق في مقدراتك. هذا مهمٌّ جدًّا.
والنقطة الثانية: عليك بتنظيم الوقت، وأهم شيء في تنظيم الوقت أرجو أن تنام النوم بالليل مبكِّرًا، النوم المبكِّر بالليل يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ، في الجسد، في النفس، في الوجدان، وهذا يجعلك تستيقظ مبكِّرًا، وتحسّ بالفعل أن طاقاتك متجددة، والبكور فيه خير عظيم، كما قال صلى الله عليه وسلم: (بورك لأمتي في بكورها) وقال: (اللهم بارك لأمتي في بكورها) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وفترة البكور هذه أُثبت الآن أن كثير من المواد الدماغية الإيجابية تُفرز في فترة الصباح الباكر، لذا حين ينام الإنسان مبكِّرًا ويستيقظ مبكِّرًا يمكن أن يؤدي الكثير والكثير.
وبالنسبة للطلاب أراها أفضل فترة للدراسة، خاصة مواد الحفظ، بعد صلاة الفجر يمكن للطالب أن يدرس ساعة إلى ساعتين قبل أن يذهب إلى المدرسة، وفترة الساعة التي يدرسها الطالب في هذا الوقت – على وجه الخصوص – تُعادل ثلاث ساعات في بقية اليوم. فاجعل هذا منهجك، وهذا أمرٌ مُجرَّبٌ.
الأمر الثالث: أريدك أن تهتمَّ بغذائك، ولا مانع أن تتناول أحد مركَّبات الفيتامينات. فحوصاتك جيدة وهذا أمرٌ مهمٌّ ومطمئن، لكن الفيتامينات قد تعطيك طاقات زائدة.
لابد أن تمارس شيئًا من الرياضة البسيطة والسهلة، كالمشي مثلاً لمدة نصف ساعة أو أكثر، وأن تُرفّه عن نفسك بما هو جميل، هذا مهمٌّ جدًّا. أعرف أنك في مرحلة دراسية هامّة، وأنك من المتفوقين، وأنك قطعًا تريد أن تكون من المتميِّزين، اسأل الله تعالى أن يعطيك ما تبتغيه.
حين أقول لك: عليك بشيء من الرياضة والترفيه عن النفس؛ هذا ليس فيه مضيعة للوقت أبدًا، إنما هو تجديدٌ للطاقات، فقط تحتاج لأن تنظّم الوقت، تُخصِّص وقتًا للراحة، وقتًا للدراسة، وقتًا للعبادة، وقتًا للترفيه عن النفس، وقتًا للتواصل الاجتماعي... هذا كله مطلوب، فَسِرْ على هذا النهج، وإن شاء الله تعالى تكون من الناجحين.
تمارين الاسترخاء أيضًا مهمّة جدًّا لإزالة القلق والتوتر الداخلي، وكذلك لإزالة الأحلام المزعجة. إسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (
2136015) أرجو أن ترجع لهذه الاستشارة وتطلع عليها وتُطبِّق ما ورد فيها.
احرص على أذكار النوم، فإنها إن شاء الله تعالى مانعة للأحلام المزعجة، ولا تتناول أي طعامٍ دسم أو ثقيل في فترة المساء، ولا تتناول أي مشروب يحتوي على الكافيين بعد الساعة السادسة مساءً أو قريبًا من هذا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.