أنا نادمة لأني نذرت بأني سأساعد أمي دائما في الأعمال المنزلية فكيف بعد الزواج!
2018-12-16 07:46:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أحب كثيرا هذا الموقع، وأقدر مساعدتكم الدائمة لنا.
لقد كنت طرحت عليكم مشكلتي، لكنني لم أفهم جيدا الإجابة، لقد كنت قد نذرت أن أساعد أمي كل يوم في أعمال المنزل إن لم يستجب الله دعائي، كنت قد دعوته على نفسي، ونذرت بحكم وسواس أصابني أن ذلك الدعاء سيصادف ساعة استجابة.
المشكلة أنني عندما نذرت قلت سأساعد أمي كل يوم، ونسيت تماما أنه عندما أريد السفر لن أستطيع مساعدتها، وأيضا حينما سأتزوج -إن شاء الله- وأكون في بيت آخر، في هذه الحالة لا أعلم ماذا سأفعل؟ هل أنا الآن مجبرة على عدم السفر، والبقاء في المنزل دائما.
المشكلة أنني لو تذكرت في تلك اللحظة هذه الأشياء لم أكن لأقول كل يوم أبدًا، هذه المشكلة لا تفارقني، وأنا نادمة كثيرا؛ لأنني لم أتذكر أيّام السفر والسفر من أجل الدراسة.
أرجوكم قولوا لي ماذا أفعل؟
وأنا أيضا نادمة أشد الندم على قيامي بهذا النذر، فهل سيغفر لي الله؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سيرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
النذر عند أهل العلم أنواع، فمنه نذر الطاعة وهو أن ينذر الإنسان طاعة لله دون أن يشترط على ذلك النذر شرطا، وهذا النوع يمدح صاحبه لقول الله تعالى: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا).
ومن أنواع النذر نذر المجازاة والمعاوضة، وهو أن يعلق العبد نذره على حصول شيء طلبه من الله تعالى، وهذا النوع يجب الوفاء به إن تحقق له مراده مع كون هذا النوع مكروها جدا عند أهل العلم ومنهم من حرمه.
لا شك أنه في مثل نذرك لا تدخل أيام السفر، ولا أيام المرض ولا بعد الزواج، وإن لم تتلفظي بذلك أثناء النذر فلا يكن في صدرك حرج.
إن عجز الإنسان عن الوفاء بالنذر، فإن كفارة ذلك النذر كفارة يمين، وهي إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم أو صيام ثلاثة أيام كما قال عليه الصلاة والسلام: (من نذر نذرا لا يطيقه فكفارته كفارة يمين).
احذري من وساوس الشيطان الرجيم، فإنه يريد أن يفسد عليك حياتك ويدخلك في دوامة لا نهاية لها.
كلما أتتك هواجس الشيطان ووساوسه، فاستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، فإن الشيطان يخنس ويفر، وعليك أن تجعلي لسانك رطبا من ذكر الله، فإن الشيطان يجثم على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله خنس، وإن غفل وسوس، هكذا قال سيدنا ابن عباس رضوان الله عليهما.
ساعدي أمك بما تقدرين عليه، فإن قيامك بأي مساعدة يتحصل بها المقصود؛، لأنك لم تنذري عملا بعينه ولا وقتا محددا فأدنى مساعدة يحصل بها الغرض بإذن الله.
الله سبحانه غفور وغفار، ومن طلب منه المغفرة يغفر له، ونصيحتي لك ألا تنذري أبدا، وإن بدا لك فعل أي خير فقومي به دون أن تنذري، فإن النذر لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل كما قال علبه الصلاة والسلام.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.