لست معجباً بخطيبتي، فكيف أتغلب على عدم الرضا بها؟
2018-11-07 06:28:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بعمر ٣٥ عاماً، خاطب منذ أكثر من ٨ أشهر، وزواجي بعد ثلاثة أشهر، مشكلتي أني تقدمت لإحدى الفتيات ولم أكن أعرفها، وتم قبول طلبي للخطوبة.
عندما رأيتها أول مرة في منزل أهلها لم أعجب بها، هي متوسطة الجمال، ولكن كنت لا أستطيع أن أكسر قلبها، واتفقنا وأهلها على كل شيء، وتمت الخطبة ولكن لم أشعرها في يوم أني غير معجب بها، أعاملها بكل لطف وود، فهل أعتبر غاشاً لها؟
معظم البنات اللاتي أراهن أجمل منها؛ فكيف أستطيع أن أتغلب على عدم الرضا بها؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إذا غض الإنسان بصره أغناه البصير السميع بالحلال عن الحرام، ورزقه الرضا، وأسعده بحلاوة لا يمكن وصفها.
أما من يطلق بصره فيصدق عليه قول الشاعر الحكيم:
وكنت متى أرسلت طرفك رائداً لقلبك يوماً أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر
اعلم يا بني أن الشيطان يستشرف المرأة، يزينها ليفتن بها ويفتنها، والشيطان كما قال ابن مسعود: يبغض لكم ما أحل الله لكم، فتعوذ بالله من الشيطان، وأقبل على من خطبتها من النسوان، واعلم أن جمال الروح أهم من لمعان الجسد، وأن عمر الجسد محدود، ولكن جمال الروح بلا حدود.
إذا كانت المرأة تنكح لجمالها أو لمالها أو لحسبها، فإن رسول الله قال للمؤمن: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).
الدين هو الأساس، وهو أول مطلوب، وبالدين يكتمل كل نقص، ولكن نقص الدين لا علاج له، وقد صدق من قال:
وكل كسر فإن الدين يجبره وما لكسر قناة الدين جبران
وقد أسعدنا حرصك على جبر خاطرها، ورغبتك في عدم إشعارها بأنك لست معجباً بها، وذلك حسن ومطلوب، وهو سبيل إلى ما بعده من الحب والوفاق، وننصحك بأن تسلط الأضواء على ما فيها من الإيجابيات والمحاسن، واعلم بأن ربنا الكريم وزع الجمال، وجعل الأنثى جميلة بحيائها وأنوثتها، وبما فيها من الرقة والأنوثة، فاقنع بما رزقك الله، وأكمل مراسيم الزواج، ولست بغاش لها، والشرع يدعوك لإظهار الجميل، ويسمح لك بالمبالغة في ذكر المحاسن.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونذكرك بما حصل مع الإمام أحمد الذي أرسل قريبة له لتخطب له، فجاءته وقالت: وجدت لك فتاتين: الأولى بارعة في جمالها متوسطة في دينها، أما الثانية فهي متوسطة الجمال متينة الدين، فقال -رحمه الله- أريد صاحبة الدين، فأخذ بوصية رسولنا الأمين، فعاش مع زوجته ثلاثين سنة، وقال يوم وفاتها: والله ما اختلفنا في كلمة، والسر في توفيق الله للإمام أحمد كان في اختياره للدين، وفي حرصه على جبر الخواطر الذي هو سبب للنجاة من المخاطر، لأن الإمام في زواجه الثاني أرادوا له الصغيرة بعد أن تجاوزوا الكبيرة، فلما علم أنها علمت رضي بها جبراً لخاطرها.
نذكرك بأن الكمال محال، وأن رسولنا وجهنا بقوله: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر).
نسأل الله أن يبارك لك ويبارك عليك، ويجمع بينكما في خير وعلى الخير.